لقد من الله على عباده المسلمين بأن أرشدهم إلى أسلوب عبادته من خلال النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، والتطبيق العملي لأداء الشعائر الدينية وبخاصة أركان الإسلام الخمسة. أيام معدودة ويهل علينا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام. وهو شهر له مكانة في نفوس المسلمين لأنه يعينهم على مضاعفة الحسنات. وفيه ليلة من تحراها وصادفها فكأنما عبد ربه لمدة ألف شهر أو أكثر (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر). فكم من المسلمين من يدرك هذا الفضل الكبير فيسعى إلى تحريه في مواعيده التي حددها المصطفى عليه الصلاة والسلام عن ربه. وكم من المسلمين من يخلص العبادة في مواعيدها وشروطها وأركانها؟ وكم من المسلمين من يلتزم بمتطلبات الصوم من حيث احترام مواعيد العبادات ومن حيث أداؤها كما يجب أن تؤدى عليه، فلا يسرف في الأكل. ولا يتراخى في أداء الصلوات الفروض والنوافل؟ و منهم من يوظف الصيام لكي يؤدي دوره في تنقية النفس والروح والجسد مما اعتراها خلال الأشهر الأحد عشر التي انصرمت. مما كون لديه جسميا ونفسيا من زيادة في الوزن، أو أدى إلى سوء استخدام للمأكولات والمشروبات مما قد يحدث بعض الأمراض نتيجة الإسراف في الأكل والشرب. فالصيام عبادة ولكنه أيضا وسيلة علاج مفيدة جدا للجسم والنفس إذا ما أديت خلال الشهر على الوجه المطلوب. وما يتبع شهر الصوم من إعادة هيكلة الأسلوب الغذائي. والسلوك اليومي من حيث جدولة الوقت لكي يؤدي إلى الراحة النفسية والجسمية وتأدية الصلوات في أوقاتها وضبط أدائها. والصوم عبادة ولكنه وسيلة لترويض النفس على العطف على اليتامى والمساكين الذين يضطرون لترك الأكل لعدم القدرة على توفيره، عندئذ يكون المسلم عند بذل الصدقة قد أدى عبادتين أو أكثر في عمل واحد هو الصدقة التي يقدمها لمستحقيها في هيئة زكاة، أو في صورة صدقة خارج نطاق الزكاة، وهنا لابد من الإشارة إلى أهمية زكاة الفطر التي هي من مستلزمات صيام رمضان.. ومكملة له. وباختصار فإن شهر رمضان مناسبة عظيمة لمن أراد أن يستثمر خصائصها التي منحنا إياها ربنا الذي هو غني عنا ونحن فقراء إليه لأن ما نفعله من صلاة وصيام وصدقة وحج ما هي إلا عبادات فرضها الله أركانا للإسلام بالإضافة إلى الشهادتين. وفي كل من هذه العبادات هناك عائد نفسي وجسمي واقتصادي واجتماعي يعود على من يؤديها كما فرضها الله في الأوقات التي حددت لها. والسلف الصالح من المسلمين.. واقتداء بالمصطفى (صلى الله عليه وسلم) وصحبه الكرام.. كانوا يستغلون الأشهر الستة السابقة لرمضان في التقرب إلى الله والدعاء بأن يمكنهم من بلوغ شهر الصيام. كما يستغلون الستة الأشهر التابعة لرمضان في الدعاء بأن يتقبل الله ما فعلوه من صيام وقيام وزكوات وصدقات خلال شهر الصوم. فكم منا من يفعل ذلك مع أن ذلك ليس فيه صعوبة وإنما ينجم عدم فعله عن اعتقاد الواحد منا بأنه أدى الواجب، فيودع رمضان بصلاة العيد ثم ينساه إلى العام المقبل، وذلك ضياع لتجربة عملية عاشها في هذا الشهر مستفيدا من خصائصها الإيجابية مبتعدا عن ما ينجم من سوء استخدام المأكولات والمشروبات بإسراف. فالبعض منا لسوء الحظ يلتهم كميات كبيرة ومتنوعة وكأنه ينتقم من عملية عدم الأكل والشرب في نهار رمضان. فالله الله أيها الأخوة والأخوات عليكم بالإفادة من خصائص الصيام الجسمية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية لكي تكتمل عبادتنا لخالقنا الذي وهبنا هذه المناسبة الخيرة. وعلينا ألا ننسى أهمية إحياء ليلة القدر بصدق وإخلاص. فالله كريم ونحن فقراء إليه. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة