يعتزم أكثر من 30 شاعرا شعبيا في مختلف أنحاء المملكة إطلاق جائزة شاعر المحاورة محمد شريف الجبرتي تحت مسمى جائزة «الجبرتي» لشعر المحاورة، وذلك خلال الأيام المقبلة تخليدا لاسمه. وقال تركي السلمي: «تقديرا للمواقف المشرفة للشاعر الجبرتي، واعترافا بحضوره الشعري كرمز من رموز شعر المحاورة، الذي سخر جزءا من حياته في خدمة هذا الموروث كانت هذه المسابقة والتي ستضم نخبة من المحكمين لاختيار الشعراء الأكفاء. مشيرا إلى أن هذه المسابقة هي باكورة لمسابقات أخرى مقبلة. بدوره ذكر شاعر المحاورة محمد العطاوي أن معايير وشروط الجائزة ستكون لفئتين عمريتين تشمل الشعراء الشباب من 20 - 40 عاما. والفئة الثانية تشمل الشعراء بعمر أكثر من أربعين عاما. كما أكد عبد الحميد الفهمي على أن الجبرتي رحمه الله كانت بداية شعره على شكل أحلام ورؤيا تأتيه أثناء النوم. ففي أحد الليالي رأى في نومه أنه قدم على ملعبه قصيد ولما توسط الملعبه سكت «صفوف الملعبه» فسألهم الجبرتي عن سبب سكوتهم فقالوا إن هذا الشاعر الواقف قال لنا بيتا عجز الشعراء عن فهمه والرد عليه، فالتفت إلى الرجل فإذا هو رجل طويل جدا، فقال الجبرتي: هات البيت فقال الرجل: سلام ردية تضفي من ابن لوى ردية فتحت بيبان بيبانها الليلة الحق يمشي فوق ميت وحي وانته سوات الرعية عند رعيانها فرد الجبرتي عليه بالأبيات التالية: يا مرحبا وأنت ما تخلق من الناس شيء ولا تعلم النفس وإش تقرير مصيرها الليلة الحبل من فوقك ثلاثين طي مطوي كما الخيمة اللي فوق عمدانها فانتهت الرؤيا على ذلك. وبعدها بأيام بدأ يتلفظ بأبيات محكمة، ولكنها قليلة وبعدها بفترة بدأ اشتراكه الفعلي في المحاورات: صاحب أبيات الحكمة والأمثال سلام من الجبرتي لا تقولون الجبرتي غاب حضر واللي عقد روس الحبال يحلها حلي ويشرح الشاعر عبد الله الذبياني قصة إحدى القصائد المشهورة، فهذا البيت انتشر انتشارا شاسعا في المملكة وفي دول الخليج العربي، فانطلق كالصاروخ يبعثر أفئدة الشعراء ومتذوقي المحاورات الذين ينشدون لحظة احتدام الخصومة والمقارعة بين الشعراء، فأصبح علامة مميزة لهذا الشاعر بل أصبح مثلا يقال عندما تتعقد الأمور فيقال: «اللي عقد روس الحبال يحلها» وقصة هذا البيت كما ذكرها الجبرتي، أنه حضر حفلا في جدة لمدة ثلاث ليال، فعندما حضر الليلة الأولى كانت صفوف الملعبة قليلة وذلك ما لا يرغبه الجبرتي، حيث لا يتحرك له هاجس إلا إذا وجد الصفوف في غاية تكاملها وتجانسها. فعاد الجبرتي ولم يمد يده، وعاد في الليلة الثانية وكانت على نفس حالتها في الليلة السابقة ولم يمد يده أيضا. فشاع بين عشاق المحاورات أن الجبرتي خائف من خصومه الشعراء. وبلغ ذلك الجبرتي وفي الليلة الثالثة حضر للملعبة وهو مصمم على أن يمد يده وينشد مهما كان وضع الملعبة، فقال: سلام من الجبرتي لا تقولون الجبرتي غاب حضر واللي عقد روس الحبال يحلها حلي إذا مني حضرت اللعب فالواجب درقت الباب عصام العب ليه وارطني ياترك عصملي فرد عليه الشاعر: هلا يا مرحبا بك يالجبرتي جيد الأنساب أنا ما قلت يوم إنك سريت من الذلي وزاد شاعر آخر: هلا يا مرحبا بك يالجبرتي والعلوم صعاب لكن آخر على آخر تأخذون الدرب متجلي فقال الجبرتي: أنا من قبل ذا الليلة على من الإله حجاب حجاب عن العرب ولا كريم الوجه متولي يقولون العرب مدري عن الصادق من الكذاب أثر بعض العرب عقله يجي ستين مرطللي. وكان الشاعر محمد شريف بن عبيد الله الجبرتي السلمي ولد بقرية الظبية التابعة لديار بني سليم ويقارب عمره 105 أعوام تقريبا حين توفي. فجاء الجبرتي جديدا في معانيه متنوعا في ألحانه وطروقه، فسطع نجمه وعلت مرتبته بين شعراء قبيلته، فمن الشعراء الذين التقى بهم في قبيلة بني سليم كل من رزاق الخضيري وأخيه خضر وراضي بن عبد الكريم الخضيري وعوض الله بن حميد السلمي «أبو مشعاب» وغيرهم من الشعراء. بعد ذلك اتجه الجبرتي إلى برنامج البادية الذي كان يقدمه مطلق مخلد الذيابي، ثم محمد بن شلاح المطيري، وقد أخذ اسمه يتردد بين عشاق المحاورات في أرجاء المملكة، حيث ساهم في اتساع دائرة الشهرة للجبرتي فأصبح معروفا على مستوى المملكة ثم الخليج. بدوره شكر الشاعر عبدالله محمد الجبرتي نجل الشاعر محمد الجبرتي كل من سعى في تخليد اسم والده كشاعر قدم الكثير للشعر وعالج شعره عدد من القضايا ذات البعد الانساني وإن هذه الجائزة بادرة تنمي عن ترابط ابناء المملكة ودعمهم لكل المبدعين في شتى المجالات ومنها الشعر.