كان لي زميل ذو أخلاق عالية وأنيق في مظهره، ومن شدة إعجابي له كنت أدعو الله ليلا ونهارا وعقب كل صلاة أن أتزوج أخته، فأكرمني الله وتزوجتها، ومضى على زواجنا أكثر من 18 سنة وأحبها حبا جما، وأدللها وأكرمها، وأتغزل بها شعرا لأنها أمنية حياتي التي تحققت، هذه الزوجة العزيزة ذات أخلاق عالية ومؤدبة، وتتدخل لحل بعض الإشكاليات عند بعض النساء وتحل مشاكلهن، وتحب أهلي وتقدرهم، وسؤالي: هذه الزوجة لم أسمع منها طوال هذه السنوات كلمة (أحبك)، مع أنها والحق يقال قد أسعدتني في حياتي سعادة لا توصف، وأنا الآن محتار لماذا لم تقل لي أحبك، وأنا رجل رومانسي، ومتعلم وأحب سماع كلام الحب والغرام من زوجتي التي أعتبرها كل حياتي، وأنا وهي ننتمي لنفس القبيلة من شمال المملكة، فبماذا تنصحني؟ ي.أ -جدة قبل إجابتك على سؤالك عندي لك سؤال يتطلب منك التفكير العميق، لأن الإجابة عليه ستحدد ما ينبغي عليك فعله، وسؤالي هو: ما معنى الحب من وجهة نظرك؟ إن كان الحب فقط كلمة يقولها المرء لمن يحبه، فلا شك أن زوجتك مقصرة في ذلك! وإن كان الحب فقط شعرا ينظم بحق المحبوب فأنت ماهر في قرض الشعر وأنت تحب زوجتك وزوجتك لا تحبك! وكثيرون من الناس بل غالبيتهم لا يحبون لا زوجاتهم ولا أبناءهم ولا أحد، باعتبار أن الغالبية العظمى وأنا منهم لا ينظمون الشعر،أما إن كان الحب صورا مختلفة من العطاء تارة باللفظ والكلام ، وتارة بالخدمة، وتارة بإعطاء الوقت من المحب للمحبوب، وتارة بإعطاء الاهتمام، وتارة بالحرص على سعادة المحبوب، فلا شك أن زوجتك تحبك جدا جدا، بدليل قولك «والحق يقال قد أسعدتني في حياتي سعادة لا توصف»، وماذا تريد غير السعادة يا رجل؟ وهل يمكن أن يسعى المرء للحصول على أكثر من السعادة؟ وماذا ينشد الرجال من زوجاتهم غير السعادة؟ هذه الكلمة التي تحمل في ثناياها معان عديدة جدا، وبغض النظر عن القبيلة التي تنتمي أنت وزوجتك لها فكلاكما ينتمي إلى الجنس البشري الذي يحتاج كل فرد فيه إلى عطاء شريك حياته، هذا العطاء المتعدد المتنوع الذي تعتمد عليه سعادة الشريك، فإن كانت هذه الزوجة قد حققت لك الكثير من صور السعادة وبشهادتك أنت، فماذا يمكنها أن تفعل؟ صحيح أن مطلبك حق وصحيح أن الكلمة مهمة، ولكن لماذا تربط سعادتك فقط بما تريد أن تقوله لك زوجتك بلسانها، في الوقت الذي كل جنانها قد قدم لك الحب بصوره المتعددة والذي أوصل لك الشعور بالسعادة، للتعبير عن الحب صور متعددة، وكلما كانت الصور المقدمة من المحب منسجمة مع ما يريده المحبوب شعر المحبوب بقيمته عند حبيبه، هذا أمر لا خلاف عليه، ولكن زوجتك تستخدم صورا كثيرة تعبر فيها عن الحب إلى الحد الذي أشعرتك بالسعادة، وهذا كاف بلا شك، ولو أنها عرفت احتياجك لكلمة الحب وأسمعتك إياها لكانت المسألة أجمل وأحلى، وهذا أمر لاشك به على الإطلاق أيضا، ولكن نصيحتي لك لا تهدم سعادتك لمجرد أنها لم تلفظ كلمة أحبك طوال حياتها، في حين أنها عبرت عن حبها لك بصور عديدة جعلتك تقرر أنها بحق أسعدتك سعادة لا توصف، وحذار من الوقوع في حبائل من يعرفن كيف يقلن كلام الحب المعسول، ولكنهن لا يحققن العطاء في جوانب أنت بحاجة إليها، وحذار أيضا من إضاعة نعمة العيش في كنف امرأة أعطتك حتى أسعدتك بحثا عن امرأة ماهرة في نطق كلمات الحب.