خلال هذه الأيام يستعد بعض الشباب والشابّات الدخول إلى عش الزوجية ويبدأ كل طرف منهما حياة جديدة مع شريك حياته يملؤها الود والصفاء والمحبة ورسائل الغزل وإشعال الشموع ولكن مع مرور الأيام ينتكس حال بعضهم وسرعان ما تنطفئ الشموع وتنقطع الرسائل وتتبدل المحبة إلى خلاف ويسعى كل طرف إلى فرض رأيه على الآخر ثم يبدأ التنافر حتى الوصول إلى مفترق الطرق لأسباب أقل ما نقول عنها بأنها تافهة جداً. حدثني أحد القضاة يعمل في محكمة الضمان والأنكحة بالرياض بأنهم يتلقون قضايا الطلاق بشكل يومي وذكر بأن حالات كثيرة بعد استقبالها ودراستها يتضح بأن الأسباب للطلاق وللأسف أسباب بسيطة ويمكن حلها بين الزوجين ومعظم الحالات لم يمضي على الزواج سوى أشهر معدودة. لقد أشبع المستشارون والمختصّون في مواضيع المشاكل الزوجية الحديث عن أسباب الطلاق ووضعوا الحلول وأقيمت الدورات قبل الزواج للشباب وللشّابات وطُبعت الكتب وتم تخصيص مواقع في الإنترنت وبعض البرامج التلفزيونية والإذاعية ومع ذلك نجد أن حالات الطلاق مستمرة! وبالأخص للمتزوجين حديثاً وهذا يعني بأن الخلل مازال موجود ومن الممكن أن يكون في عدم استفادة الزوج أو الزوجة من هذه النصائح وتطبيقها أو اعتقاد أحد الزوجين بأن هذه النصائح في علم الخيال وليست حقيقة. إن الحياة الزوجية أشبه بالقارب لا يمكن لأي طرف أن يجدّف دون الطرف الآخر ، لذا على الزوج والزوجة عند دخولهما هذه الحياة أن يكونا قد استعدا لها بالشكل المطلوب وعليهما التجديف معاً والأخذ بالاعتبار بأنه من المستحيل أن يعبر القارب من شاطئ إلى آخر دون أن تلطمه الأمواج ، كذلك فأن الحياة الزوجية مستحيل أن تستمر في سعادة ورومانسية أبدية دون أن تلطمها أمواج الحياة وتعكر صفوها وعلى الزوج أن يتولى زمام الأمور ومواجهة الصعاب بحنكة وذكاء حتى يستطيع العبور بقارب الحياة الزوجية لشاطئ الأمان. يقول الدكتور واين دبليو إن طول عمر الزواج لا يعد مؤشراً لنجاحه فكثير من الناس يبقون على زواجهم خوفاً من المجهول ، فالزواج الناجح هو شعور كلا الشريكين بعاطفة الحب الحقيقي تجاه الآخر ، ويُعتبر الرجل هو العامل الرئيسي في نجاح الزواج أو فشله وعليه أن يسعى لكسب قلب زوجته ليسعد في حياته وأن لا يبخل في إطراء مسامع زوجته بالكلام العذب الجميل وتحديداً ترديد كلمة (أحبك) لأن وقعها على مسامع الزوجة له تأثير كالسحر، ويروي الدكتور دبليو حكاية امرأة بَلغ عمرها ستون عاماً تقدمت للمحكمة بطلب الطلاق بعدما سئمت من زوجها لأنها عندما تقول لزوجها أنا أحبك يرد عليها قائلاً وأنا كذلك ولا يبادلها نفس الشعور ويقول لها وأنا أحبك. من المؤكد بأن الألفة والتوفيق بين الزوجين من عند الله ولكن من المؤكد أيضاً بأن المرأة بطبيعتها نهر متدفق من العواطف والأحاسيس والمشاعر تعشق كلمات الحب والمدح والغزل، لذا عليك أن تغمر حياة زوجتك بهذه الكلمات وسوف ترى السعادة بإذن الله في حياتك. إذا كانت زوجتك بجانبك فاهمس في إذنها وقل لها((أحبك)) وإن كنت لا تستطيع أرسل لها رسالة من جوالك. ماذا تنتظر ألا ترى أن زوجتك تستحق ذلك! أمنياتي لجميع المتزوجين بحياة زوجية سعيدة، ودمتم بخير . خالد بن محمد الخميس مدير الموارد البشرية والشؤون الإدارية (OMACO / M.V.P.I)