قد يتعجب الكثيرون من المتابعين الرياضيين من هول مبالغ الصفقات التي تبرم مع اللاعبين المحليين، وتأخذ منحى التصاعد بشكل مستمر، في الوقت الذي يتجاهلون فيه حقوق هؤلاء اللاعبين بعد رحيلهم عن عالم المستديرة، ويصبح مستقبلهم في عالم المجهول، الكثير من المحترفين حاليا يدركون أن كرة القدم محطة في حياتهم قد تقصر أو تطول حسب الظروف التي يمرون بها، ومع ذلك يستشعرون حال بعض زملائهم الذين كانوا من أعمدة الكرة السعودية ونجومها، وهم الآن في دائرة النسيان يعانون في الخفاء من جفاء الزمان، حتى أن بعضهم استعان بخدمات الضمان الاجتماعي لتوفير المال والغذاء لرعاية أسرهم، ومن هنا يتبادر إلى الأذهان سؤال، إلى متى تهضم حقوق اللاعبين حتى في أبسطها والمتمثلة في التأمين الاجتماعي، الذي قد يكون معينا بعد الله في توفير دخل للاعب يستطيع من خلاله أن يسير أمور حياته وحياة عائلته، بالرغم من عدم وضوح الأسباب وراء حرمانهم من ذلك، خاصة أنه معتمد دوليا ويطبق في جميع العالم، «عكاظ» استطلعت آراء بعض المسؤولين الرياضيين واللاعبين وخرجت بالمحصلة التالية: في البداية أشار الدكتور صالح بن ناصر رئيس لجنة الاحتراف، أن نظام التأمين الاجتماعي للاعب لا يتعارض مع أنظمة الاحتراف، ومنذ أربع سنوات نحاول التوصل لنتيجة مع التأمينات الاجتماعية لحل هذه الإشكالية، ودائما يصل ردهم بالرفض بحجة لا يوجد في نظام التأمينات «لاعب محترف» ،بالرغم من وجود هذا النظام عالميا، وتتجدد محاولاتنا كل عام؛ ولكن للأسف يكون الرد كسابقه، وهذا لا يعني أن اليأس سيتملكنا، بل سنواصل جهودنا ليحصل اللاعب على حقوقه، ومنذ ستة أشهر استعنا بخبير في التأمين الصحي وإصابات الملاعب، وستكون هناك محادثات مع عدد من الشركات المتخصصة لتحقيق ما يحتاج إليه اللاعب بعد اعتزاله الكرة، أو في حالات الإصابات، وأردف بن ناصر توجد جهات توفر التأمين الصحي لمدة عام مقابل 100ألف ريال، وأنا أدعو اللاعبين في الوقت الحالي إلى السعي للتأمين على أنفسهم لحين إيجاد حل نهائي لذلك. فيما أكد لاعب الشباب الدولي نايف قاضي، على ضرورة التأمينات الاجتماعية لحياة اللاعب وقال: لجنة الاحتراف مطالبة بتجاوز هذه الإشكالية، عندما يعتزل اللاعب بالتأكيد سيستفيد من الرواتب التي سيحصل عليها، بعض اللاعبين القدامى يعانون الآن من قلة الموارد لعدم وجود ما يضمن لهم مستقبلهم، كرة القدم أصحبت الآن مهنة ولا بد أن تتمتع بكامل حقوقها كما هي الهيئات التجارية والحكومية، أغلب اللاعبين الحاليين يطالبون بمقدمات عقود ضخمة لضمان مستقبلهم وعائلاتهم، وهذا ليس مستغربا في ظل النماذج التي نراها تعاني الآن. فيما أيد مهاجم الأهلي حسن الراهب وجود اللاعب في نظام التأمينات الاجتماعية لعدة أسباب من أهمها: إحساس اللاعب بالأمان بعد اعتزاله الكرة، وكذلك لابد أن يكون لمهنة كرة القدم وضع خاص ومعايير وأسس كباقي المهن الأخرى، اللاعب عندما يعتزل يفقد كل شيء المال والشهرة، والجمهور أيضا، ليبدأ من جديد وبعد فوات الأوان في بدء مستقبل غامض.