* هذا حارس أمن في شركة، وآخر مريض مرض عضال لا يجد قيمة العلاج، وآخر مسجون لتركم الديون عليه ... والمسلسل طويل في لائحة اللاعبين السعوديين المحترفين الذين اعتزلوا اللعب. * وتطالعنا صحافتنا بين الحين والآخر بسرد معاناة أحد اللاعبين القدامى في الكرة السعودية ونعيش معه المعاناة من مبدأ التكافل الاجتماعي الذي حثنا عليه ديننا الحنيف. * ولكن هذا لايكفي، ولا ينهي المعاناة التي يعيشها نجم قدّم الكثير للكرة السعودية وساهم في كتابة تاريخها ومجدها الكروي اللافت. * ولن تخرجه مشاطرتنا (المعنوية) له من حالة الكبد، ولن تفك قسرية الوضع الذي يعانيه. * ومن هذا المنطلق لابد أن يكون هناك احترافية في صنع مستقبل اللاعب السعودي لكي يكون في مأمن لمستقبله. * تطبيق الاحتراف خطوة مهمة في حياة اللاعب السعودي ولكن ينقص هذه الخطوة، الخطوة الأهم وأكثر حاجة للاعب السعودي. * في الدول العالمية التي تطبق مبدأ الاحتراف في منافساتها كفلت للاعب حياته وحياة أسرته بعد الاعتزال من خلال تطبيق التأمينات الاجتماعية أو التقاعد. * وهذا مطلب مهم لدينا في هذه المرحلة التي وهي تطبيق المهنة للاعب مثلها مثل أي مهنة يمتهنها المواطن السعودي ولها حقوقها مثل ما عليها حقوق. * والأندية تطبق الحقوق التي لها على اللاعب ولكن لم تطبق ما عليها تجاه اللاعب ومستقبله. *فلابد أن يكون هناك تحرك إيجابي من الأندية باتجاه واحد ويد واحدة في المطالبة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب للتنسيق مع وزارة العمل لتطبيق هذه الخطوة للاعب السعودي. * الأندية شريكة بصورة كبيرة في وصول اللاعب إلى حالة العَوَز التي يعيشها في حياته الخاصة بعد الاعتزال. * لإغفالها الدور الحيوي الذي تقوم به تجاه اللاعبين بالوقوف في خندق واحد لضمان مستقبله بعد الاعتزال. * وإذا ما تحركت الأندية لن يكون هناك أمان للاعبين في ملاعبنا، إذا ما نظرنا إلى الواقع الذي تعيشه الأندية في هذا الاتجاه. * كل تعاملات الأندية السعودية مرتبطة ارتباط كلي مع وزارة العمل من حيث استقدام اللاعبين واستخراج التأشيرات الخاصة بهم حسب اللوائح المنصوص عليها في وزارة العمل. * وبالتالي يُستخرج للاعب الأجنبي إقامة ويُعامل كأي عامل يأتي للعمل في السوق السعودي. * كما أن في حالة نشوب أي مشكلة أو قضية بين اللاعب والنادي تدخل في نفق القضايا العمالية. * هذا التباين يجعل الأمر فيه الكثير من التناقضات والمفارقات التي تجعلنا نطالب وبقوة تطبيق مهنة (لاعب محترف) لضمان حقوق اللاعب ومستقبله. * الوقت يمر واللاعبين في زيادة كون ما يتقاضاه اللاعب أثناء وجوده في الملاعب كلاعب محترف لا يكون ذا قيمة كافية من أجل ضمان مستقبله بعد وداعه الملاعب. * أتمنى أن يجد هذا المطلب الصدى والاهتمام من مقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب من أجل اللاعب السعودي ومستقبل الكرة السعودية. * لأن عندما يجد اللاعب الأمان الوظيفي لابد أن هذا ينعكس على مستواه الفني داخل الملعب ويقدم عطاءات أفضل بكثير مما هي عليه الآن. (الديربي) الملتهب * بعد تخطي النصر للرائد والهلال للفيصلي فإن الجماهير السعودية على موعد مع التشويق من جديد بلقاء الجارين في لقاء ناري لا يقبل أنصاف الحلول. * ولا يقبل أن يخرج بالتعادل بأي حال من الأحوال حسب نظام البطولة التي تطلب فريق منتصر وآخر يودع المسابقة. * في هذا (الديربي) هناك الكثير من الحسابات التي سوف تجد طريقها للتصفية من جانب الفريقين. * النصر خرج من الهلال الموسم المنصرم من الدور الأول للبطولة، ويريد رد اعتباره لتخطي الهلال والدخول لدور نصف النهائي. * في المقابل يريد الهلال رد اعتباره من النصر الفريق الوحيد الذي خسر ه منه الهلال في الدوري وأخذ منه خمس نقاط من أصل ستة. * كما أن مدرب النصر دي سيلفا يريد أن يثبت للجميع أن فوزه على الهلال لم يكن للصدفة دور بها. * وجريتس متحفز لإعادة هيبته ورد اعتباره من الفريق الوحيد الذي جعله يخرج من الملعب متجهم الوجه وغاضب، ويثبت للجميع أن فوز النصر لم يكن سوى صدفة لعبت دورها بكل احترافية. * والتصريحات التي اطلقها سامي الجابر بعد لقاء الفيصلي تعكس الوضع الملتهب داخل الرواق الأزرق ومدى الرغبة في رد الاعتبار من خسارة الهلال بالدوري من النصر. * دائما لقاء الفريقين يحفل بالكثير من التشويق والإثارة والندية لا يعكس إطلاقاً الوضع الفني للفريقين والحال الواقعي الذي يعيشه كل فريق في ذلك اللقاء. * صفوف الفريقين شبه مكتملة وإن كان النصر يعاني من بعض الغيابات تتمثل في محمد عيد الذي أصيب مؤخرا أمام الأهلي واحتمالية مشاركة حسين عبدالغني بعد الإصابة التي لحقت به غاب على إثرها أمام الرائد في ذات المسابقة. * كل الأماني أن يخرج المباراة بالصورة التي عهدناها من الفريقين حافلة بالإثارة والندية والتشويق الكروي الجميل. فاصلة إن كانت الظروف جعلتك تنجح في اسقاط الحقيقة.. فتأكد أن الظروف سوف تزول وتظهر الحقيقة الغائبة. [email protected]