صديقي .. ما زلت وإلى الآن لم أجد إجابة واضحة عن سؤال: ما الذي أثار الغالبية ضد المجاهر أو (م. ع) والقناة التي تقدم لنا ما نريد فنتابعها، ولو أنها قدمت برامج جادة لتم تجاهلها، ليس لأن غالبية المجتمع ضد الثقافة، بل لأن غالبية أفراد مجتمعات العالم يشاهدون القنوات من باب الترفيه، وأكثر ما يرفه العامة الفضائح .. هذا ما تؤكده مجالس السمر في أية منطقة في العالم، فجل الحديث يدور عن فضائح فلان وسرقات علان وسوء سلوك الأزواج والزوجات، وقليل من الشائعات! فالسؤال أصعب من أن يجيب عنه شخص، إنه يحتاج ل «عصف ذهني»، الذي يعتمد فيه المجموعة على أربعة محاور «إرجاء تقويم الأفكار المطروحة لنهاية الجلسة، حرية التفكير، التركيز على جمع أكبر قدر من الأفكار، بناء فكرتك على أفكار الآخرين بعد أن تطورها»، إذ ذاك ربما نصل لإجابة مقنعة ومفسرة لما حدث. وبما أن «العصف الذهني» قائم على حرية التفكير، دعني أطرح أفكارا راودتنا، فربما تساعدنا للوصول إلى تفسير مقنع لما حدث من ردة فعل. في البدء كنت أعتقد أن (م. ع) ضرب «الدشير» في مقتل، حين كشف أوراق لعبتهم، وكيف هو يهبط للأسواق ليرمي شباكه من أجل اصطياد الفتيات، وأن كل كلمات الغرام ما هي إلا أدوات لإكمال اللعبة! تخيلت أني ممن يمارسون هواية المعاكسة والعبث في الأسواق، بالتأكيد كنت سأغضب كثيرا من «المجاهر» لأنه كشف اللعبة، ولن يعود باستطاعتي كما في السابق أن أمارس هوايتي، لأنني لن أجد إجابة مقنعة حين تقول فتاة: «أنت مثل المجاهر لعاب»، وسأصب جام غضبي على المجاهر والقناة التي كشفت أوراقنا نحن المعاكسين. لكن ردة الفعل كانت مستغربة، وبالتأكيد مفيدة لي، على افتراض أني من هواة المعاكسة، فردة الفعل تلك ستساعدني على تكملة هوايتي، وسأجد إجابة لإقناع لتلك الفتاة التي تشبهني ب «المجاهر»، فأنا سأقول لها: المجاهر لا يمثلنا ولا يشبهنا، لهذا كان غضبنا عارما عليه، نحن أبرياء وملائكيون يا عزيزتي، ثقي بي، فأنا جاد وأبحث عن الستر الذي هو عكس المجاهرة. وستقتنع بسهولة، لأن هذا الحوار بيننا أنا وهي فقط، ولن يكون معها ولي أمرها الذي هو أدرى بأمرها، وستكون غير قادرة على تحديد ما الذي ينفعها وما الذي يضرها؛ لأن ولي أمرها الذي أدرى بأمرها غائب. وسأخلص بعد هذه الخيالات إلى أن هذا الغضب يمكن تفسيره على أنه ردة فعل أولية خارجة من النخاع الشوكي أكثر مما هي واقعة تحت تأثير المخ أو العقل، لأن ما حدث خدش صورتنا أمام أنفسنا، فقد كنا نظن أننا أبرياء جدا، وعادة يا صديقي في مثل هذه المواقف المفاجئة، تتدخل العاطفة فتضخم الأمور، وتبالغ في تضخيم مشاعرها، فتأخذنا إلى التطرف كلما استشعرنا الخطر. ولكن ألا تتفق معي أنت وقراءك، أن مثل ردة الفعل هذه المتطرفة في النهاية ستحمي «الدشير»، لأن لا أحد استفاد من هذا الغضب سوى هواة المعاكسة الذين أخفينا واقعهم لنحمي براءتنا؟ التوقيع: صديقك S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة