إذا أردت أن تسمع نقدا لاذعا لأية وزارة، فعليك أن تسأل وزيرا سابقا عن وزارته في وضعها الراهن، وكذلك الأمر عن أي مرفق خدمي ستجد المقال (بضم الميم) يسرف في النقد لدرجة أن يظن السامع الغافل أن هذا المسؤول لو أعيد إلى كرسيه لملأ الأرض عدلا. هذه الفئة تفرغ خراجات (بضم الخاء) ودمامل صديدية حملتها من الجلوس على الكراسي لسنين طويلة، وعندما تمت إزاحتهم، كان على هذا المسؤول التخلص من داء العظمة الذي لازمه من كثرة سماع طبول الطبالين من كونه المنقذ الأوحد على وجه الأرض حتى إذ وجد نفسه (يتبلطح) في بيتهم من غير الراكضين بالبخور والمتنحيين وخافضي الرقاب لممشاه، اكتشف الدمامل التي حملها في مسيرته العملية وأنه كان معيقا لكل ماهو في الصالح العام، لكن هذه الحقيقة لاتظهر لمثل هؤلاء فينقلبون إلى نقاد ذوي أكباد كأكباد الإبل،كلما نجح قطاعهم الذي شغلوه في يوم من الأيام نسبوا ذلك النجاح لهم، وإذا أخفق جهازهم، تناولوا شفارا حادة لبقر البطون وإراقة الدماء. هذا الأمر ليس خاصا بالمسؤولين السابقين بل يمكن أن تكون هذه هي قاعدة لكل من وضع على الرف. هذا الداء انتقل أيضا إلى رؤساء التحرير الذين تغمدهم الله بالإقالة، فهذان رئيسان لتحرير مطبوعتين يوميتين تفرغا لشتم الصحافة وكشف عورة رؤساء التحرير الحاليين بأنهم يقفون موقفا ضد الحرية وتوسيع هوامشها خشية على مناصبهم. هذا القول سيكون صائبا لو أن رئيسي التحرير (المهاجمين) عملا طوال فترة وجودهما في رئاسة التحرير على توسيع الهوامش ومنح الناس حرية التعبير عن قضاياهم، لكن واقعهما العملي يكشف أنهما بقيا (لاصقين) في كرسي الرئاسة (ولم تفلح الشواكيش في قلع أي منهما) ولا دعوات جهاز التحرير في تحريكهما ذات الشمال أو ذات اليمين، وفي جلستهما (الرئاسية) تلك ضيقا هامش الكتابة لدرجة تحويل صحيفتيهما إلى صحيفتين لا يستفيد منهما إلا (الحاجات) البائعات للفصفص والحبحبوه أو للعزاب الذين يشترونهما لتحويلهما إلى سفرة طعام كونهما أرخص من سفر الطعام البلاستيكية. هذا الرئيسان يعيدان لنا تحليل الكذب الأبيض، فهما يكذبان ويصدقان أنهما لايكذبان، ولو أن أيا منهما فكر في القول الذي سيطلقه في وسائل الإعلام عن حرية الصحافة واتهام رؤساء التحرير الحاليين بأنهم يكبلون الصحافة لتذكروا أن العشرات من الذين عملوا معهم يذكرون لهم قصصا وقفوا فيها رافضين لكثير من قضايا المواطنين خشية على كراسيهم. أنا لا أدافع عن رؤساء التحرير الحاليين ولكن أقف ضد الكذب، فكل رئيس تحرير له استراتيجية ما في إدارة الوسيلة الإعلامية التي يرأسها، ومن الكذب أن يدعي رئيس تحرير سابق بأنه كان مع المواطنين في تعبيراتهم عن قضاياهم مائة في المائة.. أخيرا.. أقول إن (الشواكيش) غير قادرة على انتزاع الرؤوس المفلطحة والمغروسة تماما في خشبتها، والرئيسان السابقان كانا من ذوي الرؤوس المفلطحة التي انغرست في الصحافة لدرجة أنك لم تكن لتعرف من أين تمسك به حتى إذا أسقط من كرسيه ظن فعلا أن هامته متسعة لكونه عبقريا، ونسي أن ذلك كان بسبب الضرب المتواصل على رأسه!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة