تحركت أسعار كتل الصلب والخردة في الأسواق العالمية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث سجلت زيادة بمقدار 20 دولارا للطن الواحد ليصل سعر الأول إلى 470 دولارا مقابل 450 دولارا للطن فيما وصل سعر الخردة إلى 260 دولارا مقابل 240 دولارا، بينما لا تزال أسعار الخردة في الأسواق المحلية عند مستوياتها السابقة 850 ريالا للطن في حين عمدت سابك إلى تثبيت الأسعار في أغسطس الجاري. وعزت مصادر ذات علاقة بصناعة الحديد في المنطقة الشرقية الارتفاع الحاصل في أسعار كتل الصلب والخردة في الأسواق العالمية إلى المؤشرات الإيجابية التي سجلتها بعض الاقتصاديات العالمية وخصوصا الاقتصاد الأمريكي ما رفع الطلب على منتجات الحديد إلى 2 في المائة للمرة الأولى منذ ستة أشهر، ما يعطي انطباعا بتحول إيجابي في صناعة الحديد، خصوصا أن المخاوف من الركود الاقتصادي العالمي وبشكل أخص الاقتصاد الأمريكي بدأت في التراجع بشكل تدريجي بفعل الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية منذ انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مشيرة إلى أن مصانع الحديد العالمية بدأت في تلمس الآثار الإيجابية على المستوى العالمي، ما دفعها إلى التحرك بشكل جاد للطلب على الخردة وكتل الصلب والمواد الخام، من أجل مواجهة التوقعات المتفائلة بزيادة الطلب خلال الربع الرابع من العام الجاري. وأوضحت أن مصانع الحديد التركية عمدت خلال الأسبوعين الماضيين لزيادة قيمة منتجاتها بمقدار 30 دولارا للطن لتصل إلى 500 دولار مقابل 470 دلاورا للأصناف «16 32 ملم» متوقعة أن تشهد أسعار كتل الصلب خلال الربع الرابع ارتفاعات قوية للغاية، إذ ستصل إلى 570 دولارا للطن بزيادة 100 دولار، مما يضع المصانع العالمية والمحلية في موضع اختبار حقيقي خلال الفترة القليلة المقبلة. وذكرت المصادر أن الهدوء الحالي في صناعة الحديد في السوق واستقرار الأسعار سواء بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية أو بسبب موسم الصيف وشهر رمضان المبارك، مرشح للتحول بعد انقضاء الشهر الفضيل وعودة النشاط مجددا في المشاريع الانمائية والتنموية سواء الحكومية أو الأهلية، مشيرة إلى أن مستقبل الأسعار مرهون بمدى صدقية التوقعات بزيادة أسعار المواد الخام، فإذا سجلت زيادة كبيرة فإن المصانع الوطنية ستجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم الأسعار بما يتناسب مع الزيادة في أسعار المواد الخام، موضحة أن مصانع الحديد تمتلك مخزونا كبيرا بالأسعار السابقة، مما يعطي القدرة على إبقاء الأسعار دون تغيير، مضيفة أن بعض مصانع الحديد تعمل حاليا بأقل هامش ربحي والبعض الآخر يعمل بخسارة، خصوصا أنها عمدت لتخزين كميات كبيرة من المواد الخام بأسعار مرتفعة خلال فترة الارتفاعات المتواصلة في العام 2008، بالإضافة لذلك فإن مصانع الحديد الوطنية تضع في اعتبارها الأسعار على المستوى العالمي، ما يجبرها على إبقاء الأسعار الحالية، خصوصا ان الحديد من السلع العالمية، فالانخفاض الكبير في أسعار حديد التسليح في العالم ساهم في خفضه في الأسواق المحلية. وقالت المصادر إن قرار سابك بتثبيت الأسعار خلال شهر أغسطس الجاري وتأكيدها على جميع الموزعين بضرورة الالتزام بالتسعيرة السابقة دون تغيير يسهم بدوره في استقرار الأسعار خلال الفترة الحالية، خصوصا أن سابك تقود السوق في صناعة الحديد، فالمصانع الأخرى ليست قادرة على اتخاذ خطوات أحادية دون الأخذ بالاعتبار خطوات سابك، فإذا اتخذت سابك خطوات بزيادة السعر فإن المصانع الأخرى ستعمد لاتخاذ خطوات مماثلة، بينما لا تجد المصانع الأخرى في الوقت الراهن سبيلا سوى إبقاء الأسعار مع قرار سابك تثبيت الأسعار خلال شهر أغسطس الجاري.