سخرت مراكز التسوق بالمنطقة الشرقية جميع إمكانياتها لحصد أكبر عدد من المتسوقين، إذ لم تكتف بالإعلانات التجارية في وسائل الإعلام المختلفة، بل سعت للوصول إلى المستهلك من خلال توظيف عدد من العمالة أمام المواقع المهمة وبجوار الإشارات الضوئية، حيث غزت المنشورات التي تحمل الأسعار «المذهلة» جميع المركبات. ونظرا لكون الأسبوع الأخير الذي يسبق الشهر الفضيل، وكذلك الأيام الأولى من الشهر الكريم موسما خاصا لمراكز التسوق فإنها تحاول الضرب على الوتر الحساس لدى المتسوقين، من خلال الخروج بعروض غير مألوفة بالنسبة للجميع. حيث عمدت بعض مراكز التسوق لجر أكبر عدد من المتسوقين، من خلال وضع أسعار منخفضة للغاية على العصائر الرمضانية أو السلع المرتبطة بموسم رمضان، فقد خرجت بعض وسائل الإعلام بإعلانات تتضمن أسعارا لا تتجاوز عدة هللات على بعض العصائر والسلع الرمضانية الأخرى بشرط تجاوز الفاتورة 250 ريالا، فيما سعت بعض مراكز التسوق لخفض قيمة بعض السلع بمقدار 50 في المائة، بينما لعبت بعض المراكز الكبيرة على وتيرة السعر المنخفض ليوم واحد، بحيث يتم تحديد بعض السلع تباع بأسعار رخيصة لمدة 24 ساعة. وتشكل المنافسة المستعرة بين مراكز التسوق المختلفة بالمنطقة الشرقية دورا كبيرا في إقدام هذه المراكز على الدخول في لعبة التخفيضات «المدروسة» بحيث يتم إغراء الزبائن بأسعار سلع محددة، فيما تبقى أسعار السلع الأخرى عند مستوياتها أو تعوض التخفيضات في تلك السلع بمنتجات أخرى، لاسيما أن عملية المراقبة والتحديد أثناء التسوق بالنسبة للعديد من الأسر تكون معدومة أو قليلة للغاية، ما يعطي تلك المراكز فرصة للحصول على مكاسب تفوق «الهدايا» القليلة التي تقدمها للمتسوقين «بمناسبة الشهر الفضيل». واعتبر محمد ياسين (مواطن) التخفيضات التي تقدمها مراكز التسوق خطوات مدروسة للغاية، حيث تتم دراستها بعناية وبالتالي فإن الرابح الأكبر من تنظيم هذه الحملات بشكل سنوي ليس المواطن، فالمراكز تقوم بسحب قيمة تلك التخفيضات بطرق مختلفة، فما يتم خصمه تحصل عليه مراكز التسوق من إجمالي السلع الأخرى، بالإضافة لذلك فإن تحديد حبة واحدة للمتسوق بالسعر المخفض، يمثل طريقة ذكية للحصول على أكبر عدد من المتسوقين، وبالتالي فإن تلك المراكز ترمي الفتات وتحصل على المكاسب الكبيرة. وقال ياسر سلمان (مواطن) إن الأسعار المنخفضة ليست سوى لعبة من عشرات اللعب التي يتقنها خبراء التسويق في مراكز التسوق، حيث تخرج علينا بشكل سنوي بطرق جديدة في أسلوب التسويق، حيث استغلت هذه المراكز موجة الغلاء التي سجلتها الأسواق المحلية بمحاولة تحقيق مكاسب مالية في أهم المواسم التجارية والتي تسجل موجة شراء مرتفعة، من خلال خفض أسعار بعض السلع الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان لرفع حصتها في المبيعات بمختلف المنتجات، مؤكدا أن النجاحات التي تحققها مراكز التسوق من وراء تخفيض أسعار بعض السلع تدفعها للمزيد من الاستمرار في المواسم المختلفة. وقال غرم الله الغامدي (تاجر) إن المنافسة القوية القائمة بين مراكز التسوق المنتشرة في مختلف مناطق المملكة وكذلك حرارة الموسم الرمضاني والاستعداد الضخم الذي تسخره تلك المراكز للحصول على مكاسب تتناسب والموسم الأضخم، تمثل عوامل أساسية في ابتكار جميع الوسائل للخروج بمكاسب مالية، خصوصا أن الفترة الزمنية لاستحواذ هذا القطاع على اهتمام المتسوقين محدودة للغاية، حيث تبدأ مع استلام الرواتب لشهر شعبان وتستمر حتى نهاية الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، مشيرا إلى أن مراكز التسوق حاولت في العام الماضي استغلال موجة الغلاء التي اجتاحت جميع السلع الغذائية بابتكار أساليب مختلفة لاستقطاب الزبائن، من خلال وضع تسعيرة منخفضة جدا لبعض المشروبات الرمضانية أو السلع الغذائية الأخرى، فيما تسعى في الموسم الحالي في ظل الأزمة المالية العالمية لابتكار طرق تتواكب مع تداعيات هذه المشكلة التي تعصف بالاقتصاديات العالمية، من خلال وضع برامج جديدة تتجاوز الأزمة المالية. ولعل إقدام بعض المراكز على وضع المسابقات الرمضانية والجوائز الضخمة مثل السيارات و الهدايا الأخرى يمثل امتدادا لأساليب التسويق السابقة، إلا أن البعض لم يكشف عن خططه التسويقية حتى الآن، تمهيدا لإحداث مفاجأة كبرى تشكل صدمة؛ بهدف خلق وضع يتجاوز الأزمة المالية العالمية.