كتاب تتمعن في قراءته ولا تتركه حتى تقرأ كل سطر فيه من أول صفحة للغلاف الأخير. وكتاب تحرص على الاحتفاظ به ليكون مرجعا لك تعود إليه بين الفينة والفينة تستقي منه علما نافعا أو معلومة موثقة. وكتاب تكتفي منه بقراءة صفحاته أو حتى مجرد مطالعتها. وكتاب اليوم الذي سأعرض لمحات منه أمضيت ليلتين متتابعتين في قراءته من الغلاف للغلاف لما اشتمل عليه من معلومات وافرة عن المدينةالمنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، بالإضافة إلى أهم الأحداث العظام التي شهدتها، وكرام أهلها ليتوالى الحديث بعد ذلك عن مسيرة مؤلفه منذ نشأته الأولى في المدينةالمنورة، وفي رحلة الدراسة في القاهرة ثم مشوار العمل والدراسة العليا ما بين جدة وواشنطن فجدة ثانية ثم الرياض. الكتاب من تأليف صاحب المعالي الدكتور نزار عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية وقد أصدره بعنوان : دبلوماسي من طيبة محطات في رحلة العمر ويخاطب معالي الدكتور نزار القارىء في مقدمة الكتاب بقوله: «دعني من البداية أصدقك القول أيها القارىء الكريم إذا كنت تتطلع من خلال هذه الصفحات إلى معرفة أسرار وظيفية مثيرة أو إلى الاطلاع على وثائق تاريخية لم يسبق نشرها أو تداولها، فإني لا أريد لك أن تصاب بالإحباط أو بخيبة الأمل، لأنه لن يتاح لك التمتع بهذه الإثارة من خلال قراءتك لهذا الكتاب، وذلك لسببين رئيسيين: الأول، هو أني لم أحتفظ بأوراق أو وثائق أو معلومات مسجلة لتدوين أحداث سياسية معينة يمكن سردها في هذا الكتاب، حيث لم تراودني فكرة تسجيل هذه الذكريات إلا حين أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التقاعد، ولو تبلورت لدي هذه الفكرة من البداية لكنت أعددت لها العدة، وقمت بتوثيق المقابلات والاجتماعات التي حضرتها، والمؤتمرات والندوات التي شاركت فيها، والزيارات الرسمية التي قمت بها. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن طبيعة العمل الذي كنت أقوم به قد لا تعطي مساحة كافية من الحرية في نشر كل ما يتعلق بتلك الأحداث، هذا بالإضافة إلى أن ما ذكرته أو أشرت إليه من أحداث أو مقابلات أو اجتماعات أو زيارات جاء معتمدا على الذاكرة فحسب، علما بأنني لست ممن حباهم الله ذاكرة قوية تستطيع استحضار أدق التفصيلات الماضية واسترجاعها كأنها حدثت بالأمس، كما أنني لست من الذين يمتلكون موهبة التوثيق، وقل أن سجلت ما يسمى اليوميات، ولا حتى تأريخ حدوث الوقائع المهمة التي أكون فيها مشاركا أو مشاهدا.. أما السبب الثاني، فهو أنني أردت من كتابة هذا الكتاب تحقيق هدفين في آن، هما: سرد عام من جهة لمسيرة حياتي لكي أتركه ذكرى لأبنائي وأحفادي يتعرفون من خلاله على طبيعة الحياة التي عشتها، وماهية الظروف التي واكبت تلك الحياة وأثرت فيها، ونوعية الأحداث التي شهدتها والتجارب التي خضتها، لعلهم يتلمسون في ثناياه بعض العبر والعظات والدروس التي مررت بها والتي قد تفيدهم في حياتهم، ومن جهة أخرى، أن يكون الكتاب متنفسا للتعبير عن مواقفي الفكرية وآرائي ووجهات نظري تجاه بعض القضايا والأحداث والأمور التي اعترضتني من خلال سيرة حياتي». وإلى الغد لاستكمال بعض ملامح الكتاب، إن شاء الله. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة