يفضل أبو يحيى ترك بلدته في تهامة عسير وقضاء فصل الصيف كاملا في أبها، ولكن ليس للسياحة. فإذا كنت على الطريق المؤدي إلى السودة ستشاهد أبا يحيى بين عشرات باعة العسل والسمن الذين يلبسون الزي التراثي التهامي ويزدحم بهم الطريق. يستقبل أبو يحيى زبائنه بابتسامه وترحيب. وقبل أن يبدأ في عرض مالديه من بضاعه، يؤكد لهم أن العسل المغشوش خارج هذا العرض وأن جميع أنواع العسل من النوع الأصلي. وفي نفس الوقت يمرر إلى أسماع زبائنه معلومة تفيد أن لدى غيره من الباعة أنواعا كثيرة من العسل المغشوش يروجونه على من لا يمتلكون الخبرة الكافية للتفريق من النوعين. وبين العسل الأصلي والمغشوش، يقف الزائر إلى السودة حائرا يأمل أن يحصل على نوع جيد يحمله هدية لأهله وأقاربه، خصوصا أن أسعار العسل في هذه المنطقة مناسبة، مقارنة بمناطق أخرى، من 100 إلى 200 ريال للكيلو الواحد. علي الهليل الذي جاء من الرياض سائحا في عسير، لا يثق بهؤلاء الباعة خصوصا أن بينهم وافدين، «بحسب قوله» وهناك من يروج لأنواع من العسل لا يتجاوز سعر الكيلو منها 40 ريالا. ويطالب مراقبي البلدية بمتابعة هؤلاء الباعة للحد من أعدادهم الكبيرة والقبض على مروجي العسل المغشوش الذين يساهمون في تشويه الوجه السياحي من خلال خداع المصطافين. باعة العسل في السودة يروجون لبضاعتهم بطرق متعددة، فهناك من يدعي أن هذا النوع من العسل يقوي الجنس والآخر يعالج الربو، ويبيعون هذه الأنواع بأسعار زهيدة، غير أن هذا الكلام لا ينطلي على سعد العوفي القادم للسياحة في أبها من المدينةالمنورة. يقول: «لم أسمع من قبل أن هناك أنواعا من العسل تباع بهذه الأسعار، كل شيء زاد ثمنه مع موجة الغلاء، فكيف بالعسل» ؟.. لكن أهالي عسير ممن يعرفون أنواع العسل الجيد من الردئ ينصحون بالتريث دائما قبل الشراء، واستشارة أهل الخبرة أو إخضاع نوعية العسل لإختبارات معينة، وإن لم يكن ذلك فيفضل الحصول على العسل من المحلات التجارية المتخصصة في السوق بعيدا عن باعة السودة، وهو الأمر الذي يفعلونه بالتحديد.