لعل أكثر ما يجعل الناس يترددون في الإقبال على شراء العسل، والانتفاع بفوائده الصحية التي لا يختلف عليها اثنان، عدم القدرة على التفريق بين النوعية المغشوشة والأصلية، في ظل انتشار كبير لأنواع مستوردة لا تخلو من التلاعب، وهو ما يكشف عنه عدد من كبار السن من مربي النحل في تهامة عسير ممن شاركوا في مهرجان رجال ألمع. ويشرح مربو النحل محمد إبراهيم بن حسن (60 عاماً) ل«الحياة»، كيفية انتقاء العسل السليم وتمييزه، من خلال التعرف على المذاق «المذاق وحده هو ما يحدد سلامة العسل من الغش، فإن كان طعم الشجر أو النبت موجوداً في العسل، فهذا دليل صحيح على جودة العسل، لكن إن كان المذاق بطعم نكهة أخرى، مثل المشروبات الغازية أو أي شراب سكري آخر، فذلك يدل على أنه مغشوش». ويشير إلى أنه يفضل دائماً عسل السمرة للعلاج من بين سائر الأنواع، لافتاً إلى أن أسعار العسل متفاوتة، إذ تبدأ من 150 وتصل إلى 1800 للكيلو، بحسب جودة العسل. ويذكر يحيى النجيمي (70 عاماً وهو متقاعد من وزارة الصحة)، أن للعسل خمسة أنواع هي: السدرة والسمرة والشوكة والمجرة والطلحة، وكل نوع له موسم حصاد بعد أن يأخذ كفايته من بحث النحل المستمر للأشجار لمدة تقارب الشهر، وهي الفترة التي يستغرقها النحل في بناء بيوته، لافتاً إلى أن عسل السدرة له لونان أحمر وأبيض وموسمه فصل الشتاء كما هو عسل المجرة وله لون أبيض، فيما يكون موسم عسل السمرة بلونيه الأحمر والأسود وعسل الشوكة فصل الربيع، أما عسل الطلحة بلونيه الأصفر والأحمر فموسمه فصل الصيف. وعن طعم تلك الأنواع يقول: «مذاق السدرة والسمرة حار، وفيه شيء من المرارة، أما الطلحة والشوكة فطعمها رائع، والمجرة أشدها مرارة»، مشيراً إلى أنه منذ أن كان عمره 15 عاماً يعمل في مهنة تربية النحل التي تعلمها من جده. ويؤكد هادي بن محمد (75 عاماً) الذي تزيد خبرته على 40 عاماً في مجال تربية العسل في تهامة عسير، أن أفضل وقت لتناول العسل عند الشعور بالجوع في الصباح أو المساء لأن فوائده كبيرة، موضحاً أن علاج الناس في المنطقة قبل أن توجد المستشفيات هو العسل، خصوصاً لآلام البطن والجروح وغيرها.