هذه المرة .. اختلفت زيارة أم هشام للاطمئنان على زوجها في سجن بريدة، فقد شاهدت زوجها لأول مرة يبكي ويشد ابنه إلى صدره كأنه آخر مرة يراه فيها. وزاد من استغراب الأم وصية زوجها لها بأن لا تدع هشام (أربعة أعوام)، يقترب من المسابح فقد رأى حلما مزعجا ويشعر تجاهه بإحساس غريب لم يحدث معه من قبل. وفي حال هي أقرب إلى الهلوسة والحزن الشديدين تقول أم هشام «لم يمض على زيارة زوجي سوى يومين حتى وقعت المأساة وغرق هشام في مسبح وقضى فيه». وتتابع الأم المكلومة أنها تلقت بعد يومين من زيارة زوجها دعوة لحضور حفل زفاف في استراحة في داخلها مسبح، ووافقت على حضورها لتدع هشام يلهو مع أقرانه، حيث لم تسمح لنفسها بتصديق رؤيا زوجها حول فلذة كبدها، إلا أن لحظة غافلة قادت هشام إلى مسبح الاستراحة وسقط فيه ولفظ أنفاسه الأخيرة، دون أن تجدي محاولات الإسعاف الأولية والمستشفى في إنقاذه. قصة هشام أبكت أهالي مدينة بريدة، إذ احتشدت جموع غفيرة من المصلين في جامع محمد بن عبد الوهاب لتشييع جنازته، فيما يتلقى والده العزاء داخل السجن من زملائه ورجال الأمن وسط ذهول وحزن.