تشهد أسواق مدينة جدة حركة تجارية نشطة بشكل كبير جدا من قبل المصطافين والزوار والمواطنين. وتشمل تلك الحركة كافة المراكز المنتشرة في جدة.ففي أسواق البلد والتي تشهد تواجدا كثيفا من قبل الزوار والمصطافين والمعتمرين من مختلف الجنسيات، يشير عمار الخليل متسوق مصري إلى أن ما يميز جدة هو مراكزها التسويقية الكبيرة، التي تجمع بين المتعة والفخامة، وتلبيتها لاحتياجات المتسوقين بصورة كاملة. وتشهد الأسواق وفرة وتنوعا في المعروضات ورواجا كاملا في حركة البيع والشراء، وذلك لمصادفتها الإجازة الصيفية ومهرجان «جدة غير» وهنا تكمن المتعة في التسوق. ويشير زميله عبد الوهاب رمزي إلى أنه يعمل في مدينة جدة منذ فترة، لكنه عند قرب موعد السفر إلى بلده يرغب في شراء الكثير من الهدايا لعائلته وأقاربه، لذلك تجده في زيارات متكررة للأسواق لشراء ما يناسبه ويناسب أفراد أسرته وأحبائه. والجميل في الأمر كما يقول أن الأسعار في هذه الأسواق مناسبة، تتوافق مع كافة الأذواق واحتياجات شرائح المتسوقين، أي أن الجميع يجدون ما يريدونه إن لم يكن في هذه السوق يجدونه في السوق المجاورة. ويرى المتسوق ماجد محسن زكريا أنه من الطبيعي أن ترى في صيف جدة إقبالا على الأسواق والمراكز التجارية في جدة، فزوارها كثيرون هذه الأيام، وهم يأتون من مناطق متعددة من المملكة، ورغم الأجواء الحارة إلا أن الأنشطة تجذبهم إليها في ملتقى الجميع في الإجازات، إضافةإلى أن فيها أسواقا متعددة وكبيرة مناسبة للتسوق والترفيه، وأضاف، حضوري إلى هنا رغبة من العائلة في قضاء بعض الأيام وشراء بعض الاحتياجات للأبناء وأجد الأسعار مستقرة نوعا ما ومناسبة». إحدى المتسوقات الآسيويات تحمل معها مستلزماتها بعد تسوقها وهي تجيد التحدث باللغة العربية إلى حد ما، قالت: لقد جئت إلى العمرة وأحب أسواق جدة كثيرا وفيها كل شيء، ما يجعلني أشتري الملابس والعطور والمجوهرات والهدايا. في أحد المراكز التجارية الكبرى في وسط جدة، تقول إحدى المتسوقات وهي من الجنسية الإندونيسية: الجو حار جدا إلا أن الأسواق فيها راحة، لذلك لم أشعر بالحر كثيرا الآن، وأنا أتابع المحال كل شهر، وأحب أن أتسوق مع زميلات لي في العمل ونشتري ما نحتاجه من ملابس واكسسوارات وماكياج وبعض مستلزمات العمل. أما المتسوق مرعي رشيد فيقول صرفت معظم ما أحمله من مال في شراء كثير من الملابس والهدايا، ولم أبق إلا ما يكفي ثمن الرحلة ومعيشة اليومين المقبلين قبل السفر والعودة إلى بلدي، وأنا سعيد بهذه الزيارة. ويشير رب إحدى الأسر إلى أنه قدم من مدينة صبيا في جازان إلى جدة، لقضاء بعض الأيام فيها ومتابعة أنشطة مهرجان «جدة غير»، ومنها التسوق في المحال التجارية التي تشتهر بها جدة، خاصة الأسواق الكبيرة، فهي ماتعة للعائلة وفيها كل ما يطلبونه، لذا أشتري ما يتوافق سعره مع ميزانيتي للتسوق، وقد أكرر الزيارة للمحال والأسواق أكثر من مرة من أجل إكمال هدفي للترفيه والتسلية، خاصة وأن الكثير من الأسواق توجد فيها أنشطة للمهرجانات واحتفالات من مسابقات وبرامج للأسرة وخاصة للأطفال، ما يزيد متعة التسوق، إضافةإلى أنك تصادف في كثير من المحال تخفيضات في الأسعار وتنافسا في التنزيلات، ما يعطي فرصة للتسوق الأكثر، وهذا يجذب الزوار والمصطافين بصورة دائمة. وفي إحدى الأسواق الشعبية في حي البلد يقول مشاري الصفار، أعشق الأسواق القديمة حتى وإن كنت في بلد آخر، وتعجبني البضائع والسلع القديمة التي فيها عبق تاريخي، لذا أقتني التحف والهدايا التي تمثل وترمز للمدن، وجدة فيها الكثير من المحال التي تبيع مثل هذه السلع، ومع ذلك لم ألتفت للافتات التنزيلات التي تتصدر واجهات المحال التجارية، فأنا أقتني ما أقتنع به دون تردد. وتقول إحدى الأمهات، وهي تتجول مع إحدى بناتها وتبدو كبيرة في السن، إنها أتت إلى هذه السوق لشراء بعض الأعشاب العطرية الشعبية والعطور التي تستخدم في حفلات الأعرس في الجنوب. وتضيف «لأنني خبيرة بهذا الشيء فضلت أن أتسوق بنفسي لاقتناء ما احتاجه لأن بنات اليوم لا يعرفن مثل هذه الأشياء». أصحاب المحال كانت لهم رؤية تفسيرية لذلك الازدحام الذي تشهده الأسواق، حيث يرى محمد البري محاسب في أحد المراكز التجارية لبيع الملابس النسائية أنه في الإجازات الصيفية من كل عام، تشهد الأسواق إقبالا كبيرا من الزوار خاصة القادمين من المدن الأخرى وتحديدا مدن الجنوب، فعندما تقترب فترة الأفراح والمناسبات تجدهم عبر الأسواق بكثرة لشراء الفساتين ويبحثون عن الموديلات الجديدة الفاخرة، والمسعد في الأمر أنهم لا يساومون في الأسعار كثيرا لاقتناعهم بجودة السلع التي يشترونها. ويعزي صاحب محل لبيع الهدايا والاكسسوارات أبو كر ألمعيدي ازدهار حركة التسوق في جدة إلى أنها تلبي احتياجات الكثيري من المتسوقين، فمحال الهدايا والاكسسوارات تشهد إقبالا من جميع الأسر، خاصة الجاليات الآسيوية «الزوار الجدد لجدة»، علما أن الأسعار لم تشهد أي ارتفاع ولم نجد المغالاة فيها بدليل حركة التسوق المشهودة للجميع حسب قوله . من جانب آخر شهدت محال الصرافة إقبالا كبيرا من الزوار من أجل الصرف وتحويل عملات بلدانهم والدولارات إلى العملة المحلية من أجل التسوق.