ثلاثة أشهر وما يزال أهالي مركز هدادة (86 كم شمالي غرب نجران) يعيشون أزمة مياه خانقة قفزت بسعر الوايت إلى 300 ريال، بانتظار تنفيذ مديرية المياه وعدها بتوفير مشروع السقيا. وأبلغ «عكاظ» عدد من السكان أمس أن غياب المياه عطل أفراح بناتهم وأبنائهم وأجبرهم على إقامتها في محافظة ظهران الجنوب، فيما يفكر آخرون في الرحيل بحثا عن الماء. ويطالب الأهالي وزارة المياه بسرعة التحرك لإنقاذهم من العطش وإنهاء معاناتهم، مشيرين إلى أنهم يضطرون إلى جلب المياه من عسير ومن مدينة نجران، قاطعين في سبيل ذلك عشرات الكيلو مترات. وأوضح سكان مركز هداده أنهم قدموا شكوى لمدير المياه في نجران طالبوا فيها بتوزيع بطاقات على المواطنين (200 بطاقة) لضمان إيصال مخصصاتهم من المياه شهريا، وأضافوا «جرى تحويل مطلبنا لفرع مديرية المياه في حبونا لتوزيع البطاقات إلا أنه لم يتم شيء». نضوب الآبار ويشير هادي محمد عفيصان إلى أن البئرين الوحيدتين اللتين حفرتهما مديرية المياه في نجران نضبت مياههما منذ عدة أشهر. ويرى مرجع دواس حلزاء أن تزايد عدد السكان في مركز هداده الذي يقطنه نحو 3 آلاف نسمة يحتم على الجهات المعنية سرعة التحرك لاتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير المياه وإنهاء معاناة السكان، ولا يستبعد حلزاء استمرار الأزمة لأشهر مقبلة بل وربما لأعوام على حد تعبيره ، مطالبا بحفر آبار ارتوازية والعمل على زيادة مخصصات المركز من الوايتات. ارتفاع الأسعار ويرى يحيى فتات أن المديرية العامة للمياه في نجران لا تتجاوب مع مطالبهم، وأن مخصصهم الفعلي من الوايتات لا يصل المركز، ما يضطر الأهالي إلى شراء الصهريج ب 300ريال، لافتا إلى أن المنزل الواحد يتكلف ما يزيد على 2000 ريال شهريا . ويؤكد صالح محمد آل الحارث أن معظم الأهالي من أصحاب الدخل المحدود ويعيشون على مخصصات الضمان الاجتماعي، ويعجز كثير منهم عن مواجهة المتطلبات اليومية للحياة. ويقول محمد مسفر الصمي وعلي صومان «إن وقوع المركز بين عقبتي المرحى وهداده الشديدتي الانحدار يحول دون وصول الصهاريج الكبيرة إلى منازلنا»، مؤكدين أنهم يضطرون إلى تفريغ حمولتها في وايتات صغيرة في مشهد يتكرر دائما فوق طريق لا تخلو من الحوادث المميتة. بطاقات بالمخصصات ومن جهته وعد مدير عام المياه في منطقة نجران المهندس صالح مصطفى هشلان بحل المشكلة. وأوضح ل «عكاظ» أنه تم توجيه مدير فرع مديرية المياه في حبونا لعمل بطاقات حسب المخصص من الوايتات لأهالي هداده، مشيرا إلى أن العمل جار الآن على إنهاء الأزمة وتوزيع البطاقات.