أكد وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة أن الوضع في المملكة فيما يتعلق بانفلونزا الخنازير لا يدعو للقلق وأن نسبة الوفيات 0,7 في المائة وهي ضمن المعدل العالمي الذي يتراوح بين -3 و 7,2 في المائة. وأفاد الوزير في مؤتمر صحافي عقد أمس في الرياض أن الوزارة حريصة على مبدأ الشفافية ومتابعة الوضع بشكل دقيق، وتم تشكيل لجنة لمراجعة الحالات المتوفاة للتأكد من سلامة الإجراءات المقدمة لهم، كما تم إرسال عينات من تحاليل المتوفين لمركز مكافحة العدوى في أمريكا وأوروبا للتأكد من أن نمط الفيروس لم يتغير. وأوضح أن المرض وكما هو في العالم ينتشر بشكل سريع، لكن معظم الحالات خفيفة ومتوسطة الحدة ونسبة الشفاء أكثر من 90 في المائة. حالات الإصابة وبين أن عدد الحالات في المملكة وصل حتى أمس إلى 595 حالة، مشيرا إلى أن عدد الوفيات من الانفلونزا الموسمية أكثر من الوفيات من مرض انفلونزا الخنازير، موضحا أن الوفيات حصلت في كل دول العالم ولم تقتصر على المملكة وأن عدد الوفيات في الدول المتقدمة يقدر بالمئات. ونوه بأن نمط المرض غريب حيث تعلن بعض الدول عن وفاة مرضى بسبب التهاب رئوي حاد، بينما السبب الحقيقي انفلونزا الخنازير. تأخر التشخيص وأكد الربيعة أن وزارة الصحة دقيقة في تقصي الوباء، مبينا أنه ليس من المستغرب تأخر التشخيص فهذا يحدث في أي وباء جديد نظرا لتداخل أعراض الانفلونزا الموسمية وبعض الأمراض الأخرى مثل الالتهاب الرئوي مع أعراض انفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أن التقصي الوبائي في المملكة أكد حدوث هذه الحالات. وحول وجوب فرض الإقامة على المرضى حتى لا ينتشر المرض بشكل أكبر، أوضح أن منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة العدوى في كل العالم لا ترى حاجة لتنويم المرضى، فقط هناك حالات معينة تدخل المستشفيات ولدينا سبع حالات فقط في المستشفيات. خطة العلاج وأفاد الوزير بأنه تم تحديث خطة العلاج حيث اجتمعت اللجنة العلمية الوطنية منذ عشرة أيام قبل حالات الوفاة وتم التواصل مع منظمة الصحة العالمية وسي بي سي في أمريكا ومركز مكافحة الأوبئة، واتخذ قرار ووزع على كافة القطاعات الصحية بالبدء في العلاج، دون ظهور نتيجة التشخيص للحالات المصحوبة بالمضاعفات، دون الحاجة للانتظار لخروج نتائج الفحص المخبري، مشيراً إلى أن الوباء لا يزال جديدا والمعلومات المتاحة عنه محدودة عالميا مما يصعب سرعة ودقة التشخيص، كما أن التوقعات العالمية تشير إلى أن انتشار المرض قد يزداد في الفترة المقبلة. وبين الدكتور الربيعة أن المملكة من أوائل الدول التي حجزت لقاح المرض، وتم حجز 4 ملايين جرعة لقاح، رغم أن الحصول على اللقاح ليس بالسهل وهناك تنافس عالمي، ولكن أعطيت المملكة هذه الكمية الكبيرة نظرا لموسمي العمرة والحج، وهناك حجز لكميات أخرى مستقبلا. وقال إنه من المتوقع أن يوزع اللقاح أواخر أكتوبر المقبل لأنه لا توجد أية معلومات تؤكد وقت صدور اللقاح في أية دولة من دول العالم لأنه يخضع لتحاليل لضمان سلامته. بدل العدوى وحول مطالبة بعض الممارسين الصحيين في المستشفيات بصرف بدل عدوى، قال «أعتقد أنه قبل أن ننظر إلى البدلات ننظر إلى علاج المواطنين، وهذه المهنة إنسانية، والأهم من البدل استعمال الإرشادات الوقائية للممارسين الصحيين، ونحن الآن في موقع أهم من النظر في البدلات، أن ننظر في حماية المواطن والمقيم». خطة الحج وأوضح أن هناك اجتماعا مع بعثات الحج في جدة قبل الحج بهدف وضع برنامج توعوي للممارسين الصحيين، كما تم الاتفاق مع وزارة الحج لعمل خطة للأقسام الصحية في بعثات العمرة والحج الداخلية حيث يضع الطب الوقائي توصيات لهذه البعثات. وأشار إلى أن وزارة الصحة وضعت خطة لموسم الحج والعمرة وروجعت أكثر مرة.. كما تمت دعوة 50 خبيرا ووضعت خطة للحجاج وأرسلت إلى كافة الدول عن طريق وزارة الخارجية. فحص القادمين وحول إمكانية إجراء فحص مخبري للقادمين من خارج المملكة، قال إنه ليس من الممكن إجراء فحص مخبري لكل قادم من خارج المملكة، ومن غير الممكن إجراء فحص مخبري من الناحية العملية وكذلك من الناحية الإجرائية والمالية، وهذا الإجراء لم يحدث في أية دولة. وقال إن وزارة الصحة قامت بتأمين كميات كافية من الأدوية والكواشف. وأكد الربيعة أن وزارة الصحة ستستمر في إعلان الوفيات كما نصت منظمة الصحة العالمية، لكن التوقف عن إعلان الحالات المصابة جاء لعدم إثارة قلق المجتمع. للوقاية وجدد الوزير تأكيده على المواطنين والمقيمين بالالتزام بالاشتراطات الوقائية وأخذ الحيطة والحرص في الأماكن المزدحمة والمغلقة بارتداء قناع واق في هذه الأماكن. وعند ظهور أعراض الانفلونزا ولمنع انتقال المرض للمخالطين يفضل المكوث في المنزل والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر عند مخالطة الآخرين والاكتفاء بالمصافحة عند السلام، وكذلك تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال واستخدام المناديل الورقية والتخلص منها بطريقة صحية، إلى جانب غسل اليدين بالصابون والماء الدافئ عدة مرات يوميا، وتنظيف الأسطح والأدوات الصلبة التي يتم لمسها بالمنظفات عدة مرات يوميا. عزاء وقدم وزير الصحة أحر التعازي باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني وكافة منسوبي وزارة الصحة لأسر المرضى المتوفين بمرض انفلونزا الخنازير، سائلا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جنانه.