بعد التوقف عن إعلان عدد المصابين ب«أنفلونزا الخنازير» منذ ثلاثة أسابيع، كشف وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، أن عدد المصابين بالمرض وصل إلى 595 مريضاً، مبيناً أن نسبة الوفيات (أربع وفيات) ضمن المعدل العالمي، محذراً بأن الوزارة لن تتسامح مع المخطئين في القطاع الطبي، وستحاسب المقصر إذا وجد بين العاملين. وأعلن أن «الصحة»، حجزت 4 ملايين لقاح ضد المرض، وذلك عند توفير اللقاح الجاري تصنيعه، مبيناً أن اللقاحات ستمنح لحجاج الداخل والعاملين في خدمة الحج والحجيج ولسكان منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، لافتاً إلى أن هناك تنافساً عالمياً للحصول على الدواء، «إلا أن السعودية من أوائل الدول التي حجزت الدواء، وأعطيت أهمية لها، نظراً إلى مواسم العمرة والحج». وكشف الربيعة، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه أمس، عن تشكيل لجنة لمراجعة الحالات المتوفاة (أربع حالات) للتأكد من سلامة الإجراءات المقدمة لهم، موضحاً أن الوزارة قامت بإرسال عينات من تحاليل المتوفين إلى مركز مكافحة العدوى في أميركا وأوروبا، للتأكد من أن نمط الفيروس لم يتغير، كما لاحظت الوزارة أن المرض - وكما هو حاصل في العالم - ينتشر في شكل سريع، ولكن معظم الحالات خفيفة ومتوسطة الحدة، ونسبة الشفاء أكثر من 90 في المئة، مؤكداً أن «الوضع لا يدعو للقلق»، مضيفاً في الوقت ذاته، أن «وفيات الأنفلونزا الموسمية أعلى من أنفلونزا الخنازير». وأكد أنه ب «على رغم حالات الوفاة التي حدثت إلا أن الوزارة تتقصى وبائياً كبيراً، وهو ما جعلها تصل إلى إعلان هذه الحالات»، مشيراً إلى أن «نسبة الوفيات ما زالت ضمن المعدل العالمي والذي يتراوح بين 3 إلى 7.2 في المئة، حيث تقع السعودية في الحد الأقل بنسبة 7 في المئة»، مؤكداً الوفيات التي حدثت في السعودية، حصلت بالنمط نفسه في الدول الأخرى المتقدمة. ودعا الربيعة، إلى الابتعاد عن التقبيل، والاكتفاء بالمصافحة عن السلام، إضافة إلى أخذ الحيطة والحرص في الأماكن المزدحمة والمغلقة، وذلك بارتداء قناع واقٍ في هذه الأماكن، مطالباً عند ظهور أعراض الأنفلونزا بالمكوث في المنزل والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر عند مخالطة الآخرين، لمنع انتقال المرض للمخالطين. وشدد على أهمية تغطية الأنف والفم عن العطس أو السعال واستخدام المناديل الورقية والتخلص منها بطريقة صحيحة، ومراجعة الطبيب أو المرفق الصحي في حال ظهور أعراض ألم في الصدر وضعف في التنفس وظهور بلغم دموي، وعدم تحسن الأعراض بعد ثلاثة أيام. وأبان أنه ضمن خطط الوزارة لمكافحة الوباء قامت اللجنة العلمية بالتواصل مع المنظمات الدولية والدول المتقدمة وحدثت خطة العلاج بناءً على ذلك، إذ تقتضي التعديلات لبدء بالعلاج للحالات المصحوبة بالمضاعفات من دون الحاجة إلى الانتظار لخروج نتائج الفحص المخبري. وأكد الربيعة أكثر من مرة، أن الوباء ما زال جديداً والمعلومات المتاحة عنه محدودة عالمياً، وهو ما يصعب سرعة ودقة التشخيص، لافتاً إلى أن التوقعات العالمية تشير إلى أن انتشار المرض قد يزداد في الفترة المقبلة. مؤكداً حرص وزارة الصحة «على مبدأ الشفافية ومتابعة الوضع في شكل دقيق». وقدم باسم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ومنسوبي وزارة الصحة كافة، «أحر التعازي لأسر المرضى المتوفين والذين أصيبوا بأنفلونزا A-H1N1. وأوضح أن وفيات الأنفلونزا الموسمية تحدث عادة عند كبار السن، «ولكن الجديد في أنفلونزا الخنازير أن وفياتها أيضاً في الأعمار الأقل، وفي أوضاع أنفلونزا الخنازير نتعلم كل يوم معلومات جديدة، ولا تستغربوا حدوث تغيرات في نمط المرض كل فترة، لأنه متداخل مع أمراض أخرى». وحول صرف بدلات للممارسين الصحيين، قال إن النظر في علاج المواطنين أهم من التفكير في البدلات، ولا سيما أنه العمل في القطاع الصحي مهنة إنسانية، مؤكداً أن الأهم من البدلات هو استخدام التعليمات الوقائية للممارسين الصحية. ولم يفضل الربيعة إطلاق وصف مريض أنفلونزا الخنازير ب«القنبلة الموقوتة»، ولا سيما أنه مرض متوسط الحدة، مؤكداً أنه لا توجد حاجة إلى تنويم المرضى المصابين بالأنفلونزا، فهي تعامل كمعاملة الأنفلونزا الموسمية، سوى في بعض الحالات المرضية المعينة، مبيناً صعوبة إجراء فحص مخبري للقادمين من خارج السعودية، فهي غير ممكنة من الناحية العملية والمادية ولم تعمل في أي دولة في العالم.