قبضت شرطة جدة فجر أمس على المجاهر بالرذيلة في منزله في حي النعيم، ومعه اثنان من أصدقائه المشاركين معه في التصوير في البرنامج التلفزيوني أحمر بالخط العريض الذي بثته قناة فضائية قبل أسبوعين. وقال مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي إن توجيهات صدرت لإلقاء القبض على الشاب المجاهر بالرذيلة والتحقيق معه وإحالته إلى جهة الاختصاص متمثلة في هيئة التحقيق والادعاء العام، مضيفا أن عملية معاينة المنزل تمت وفق الإجراءات الأمنية المتبعة. ومن جانبه، أوضح المتحدث الأمني في شرطة جدة المكلف المقدم سليمان المطيويع أن الجهات الأمنية ضبطت الشاب المجاهر بالرذيلة فجر أمس وسلمته إلى شعبة البحث الجنائي، مشيرا إلى أن الأدلة الجنائية باشرت عصر أمس عمليات البحث والتصوير ورفع البصمات في شقة الشاب، وأخذت صورا خارجية للمنزل ظهرت فيها سيارته التي كان يستخدمها ويجول بها. وأبلغ «عكاظ» مدير الأدلة الجنائية في شرطة جدة العقيد صالح الغامدي أنه تم سحب شريط حلقة البرنامج الذي ظهر فيه الشاب المجاهر بالرذيلة، وسيخضع للبحث والاختبار في قسم الصوت في شعبة الأدلة الجنائية في الشرطة للتأكد من مطابقة الصوت المسجل مع صوت الشاب الحقيقي. وأوضح ل «عكاظ» أحد جيران الشاب رفض ذكر اسمه أن المجاهر بالرذيلة استأجر الشقة منذ أعوام وكانت تسكن معه زوجته السابقة وأطفاله الأربعة، غير أنه استمر في السكن في الشقة بعد انفصاله عن زوجته، مشيرا إلى أن أحدا من الجيران لم يلاحظ ما يدعو للريبة حول تصرفات الشاب، إلى ما قبل عرض البرنامج على القناة. من جهته، نفى المحامي أشرف السراج توكيله من قبل الشاب المجاهر بالرذيلة للترافع عنه أمام الجهات المعنية، مؤكدا أن الشاب طلب منه استشارة قانونية للخروج من هذه القضية «سالما»، لكنه لم يتوكل للدفاع عنه، موضحا أن المخرج الوحيد للشاب هو في رفع دعوى قضائية ضد القناة عبر وزارة الثقافة والإعلام. وحول الإجراءات القانونية المتوقعة عقب القبض على الشاب قال المحامي السراج إن هيئة التحقيق والإدعاء العام ستحقق مع الشاب، وسيستمعون إلى وجهة نظره حول التهم الموجهة إليه، وستصدر بحقه لائحة اتهام ويحول إلى المحكمة الجزئية للنظر في الحق العام والحق الخاص إذا كانت هناك دعاوى مقدمة من مواطنين. ولفت السراج إلى أن المحور الرئيسي في القضية، إثبات الشاب التغرير به من قبل المسؤولين في البرنامج الذي بث على القناة، وبإمكانه فعل ذلك في حال وجود شهود عيان على صحة ما ذكره في وسائل الإعلام أنه غرر به. وأوضح أن القضية ستنظر من قبل جهات التحقيق والجهات القضائية، وسيتم استدعاء الأطراف التي لها علاقة مباشرة وغير مباشرة، سواء من قبل هيئة التحقيق لأخذ أقوالهم أو في المحكمة العامة والاستناد إلى أقوالهم. وطالب السراج المسؤولين في الجهات المعنية استدعاء مسؤولي البرنامج سواء العاملين في المملكة أو في دولة المقر، مشيرا إلى أنه تجب محاسبتهم كشركاء رئيسيين في القضية، حيث يتحمل مسؤولو البرنامج أجزاء من القضية؛ كونهم استخدموا الشاب كأداة في البرنامج. يشار إلى أن قضية المجاهر بالرذيلة دخلت أسبوعها الثاني وأصبحت حديث المجالس، إثر دخوله كطرف في البرنامج التلفزيوني عن سلوكيات جنسية مارسها وعرضه لبعض الأدوية المثيرة للجنس. ورفع نحو 200 مواطن في المملكة دعاوى جماعية وفردية طالبوا فيها بتعزيره على ما بدر منه. من جانبه أفصح ل«عكاظ» وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي والمتحدث الإعلامي باسم الوزارة عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع عن تلقي فرع الوزارة في جدة شكوى من الشاب المجاهر بالرذيلة ضد القناة الفضائية يوم الأربعاء الماضي. وأوضح الهزاع أن محامي الشاب (م. ع) تقدم بالشكوى التي أحيلت إلى الإدارة القانونية في الوزارة للتأكد من مدى قانونيتها، مشيرا إلى أن الشكوى تضمنت مطالب واتهامات ضد القناة، وخصوصا برنامجها الذي ظهر خلاله «أحمر بالخط العريض». وقال الهزاع «سيتم دراسة الشكوى من جميع جوانبها، ومعرفة كافة بنودها ومحاورها، وسيكون التعامل معها وفق الأنظمة والقوانين المعمولة من قبل وزارة الثقافة والإعلام لمعرفة ما إذا كانت من اختصاص الوزارة أم لا». ويعيش جيران الشاب (م. ع) حالة من الذهول إثر القبض عليه، وما تناولته وسائل الإعلام حول جارهم الذي عرف لديهم بالمسالم والهادئ طوال فترة سكنه بجوارهم. وأوضح إمام مسجد الحي، فيصل الغامدي أن ما بدر من الشاب سلوك مفاجئ بالنسبة لهم، واصفا ما تحدث عنه خلال برنامج القناة الفضائية ب«الغلطة». وقال الغامدي «لابد من محاسبة القناة الفضائية المتسببة في نشر الفساد والرذيلة والفحشاء»، مشيرا إلى أن سكان الحي لم يعرفوا هوية الشاب المجاهر بالرذيلة إلا بعد القبض عليه فجر أمس. بينما يقول أحد جيرانه يدعى عبد العزيز المهيني «لقد سمعنا بالقضية من خلال وسائل الإعلام دون علمنا أنه لا يبعد عنا سوى بضعة أمتار، وصدمنا بالخبر وتألمنا أنه من سكان الحي، ونأمل أن يكون ذلك بمثابة الدرس لاستيعاب حجم الخطأ الذي وقع فيه». ويبدي جاره محمد الكثير علامات التعجب والاستغراب خلال حديثه عنه، بالقول «لم يلاحظ على الشاب أية تصرفات مشبوهة خلال فترة إقامته في الحي، بل إن الأمر كان أشبه بصدمة بعد أن تداولت نشر الخبر وسائل الإعلام». ويضيف «ما ذنب والدته وأخوته في أن يمس المجتمع سمعتهم بسبب غلطة أقدم عليها ابنهم لا ذنب لهم فيها سوى أنهم أسرته». واعتبر جار أخر له، يدعى حازم عدنان، أن ما تحدث فيه الشاب المجاهر بالرذيلة لابد من مبرر له في قوله، مبينا أن حديثه للقناة الفضائية لا يبدر من شخص في كامل قواه العقلية، خصوصا وهو أب لأربعة أبناء. من جهته، نفى أحد مقدمي الدعوى القضائية ضد الشاب (م.ع) ما تردد عن سحب القضية لدى المحكمة الجزئية في جدة، وقال: «لا صحة على الإطلاق لوجود نية التراجع عن سحبها؛ لأن الدعوى قدمت باسم أكثر من 200مواطن». وأكد مقدم الشكوى (لم يرغب في ذكر اسمه) عدم تراجع أي شخص من المتقدمين إلى المحكمة لسحب الدعوى، مضيفا «هناك عدد كبير من المواطنين أبدوا رغبتهم الشديدة في الانضمام للدعوى وتسجيل أسمائهم في لائحة الادعاء».