صوت الإعلامي اللبناني مالك مكتبي مقدم برنامج (أحمر بالخط العريض) كان يتردد عندما رد على اتصالي الداعية الدكتور علي بادحدح الذي كان يتابع أحد مقاطع البرنامج على اليوتيوب، ليطلع على ماهية هذا البرنامج خصوصا في ظل الهجمة الشرسة عليه بسبب تصديه لقضايا غير لائقة، أجابني الشيخ بعد أن أخفض الصوت لأسأله عن بعض الخفايا في حياته فأجابني برحابة صدر قائلا: أحرص على متابعة وقراءة كل ماهو جديد فالداعية العصري يجب أن يكون قريبا من الناس ومطلعا على أحوالهم فالقراءة تستغرق من وقتي الكثير، فاحرص على قراءة الكتب الدينية لتحضير دروسي الجامعية لطلبتي وزيادة ثقافتي الشرعية، كما أنني أقرأ كل ما هو جديد وقديم بدءا من الأدب الجاهلي ومرورا بكتب صراع الحضارات والعولمة والبرمجة اللغوية العصبية وانتهاء بروايات الأدب العالمي للروائيين أجاثا كرسيتي وتشارلز ديكنز وفيكتور هوجو. في سيارته يحرص الشيخ ألا يضيع وقته فهو يتابع جميع البرامج الحوارية التي تعرض على جل الفضائيات العربية استماعا لضيق وقته سواء كانت إسلامية أو غيرها، بعد أن يقوم بعض تلامذته ومعارفه بتسجيل هذه البرامج على أشرطة كاسيت أو سي دي ليستمع لها الشيخ، كما أنه يجد في السيارة فرصة لترديد بعض الأشعار التي ينظمها معترفا بأنه لا يصنف نفسه شاعرا لذلك فهو لايدون ما يكتبه بل يكتفي باختزانه في ذاكرته، ولكنه يصنف نفسه متذوقا جيدا للشعر. يوم الدكتور يبدء من بعد صلاة الفجر فهو يستغله لقضاء حاجات أهله وشراء مستلزماتهم بنفسه، فهو يحرص على العيش في أجواء أسرية، يقول الشيخ عن بيته: منذ ولدت لم أخرج من البيت وأعيش مع أبي وأمي في نفس المنزل كما أنني متزوج ابنة عمي، وعمي وزجة عمي يسكنان معنا أيضا لذلك فإني أحرص على شراء مايحتاجونه بنفسي بل إنني اصطحبهم للتنزه في المطاعم والأماكن العامة وألعب مع أطفالي وأحرص على إدخال السرور في انفسهم . الدكتور علي لايفوت على نفسه متابعة اي امر مستحدث وجديد فهو قد شاهد بعض حلقات المسلسل السوري الشعبي (باب الحارة) وهو معجب جدا بهذا العمل لما يحمله من قيم وأخلاق ويرى بأن مسلسل (الحور العين) كان ساذجا في وصف مجتمعنا. وقد اعترف بادحدح باتحاديته وقال: نحن أهل جدة إتحاديون بالجينات وأذكر أنني حضرت مرة وحيدة لمباراة الاتحاد والأهلي عند إفتتاح الملعب الجديد وحينها فاز الاتحاد والأهلي بأربعة أهداف لواحد، كما أن الشيخ يلعب كرة القدم ويتابع أخبارها عبر النشرة الرياضية في قنوات الجزيرة والعربية ويجيد لعبة تنس الطاولة ومازال يلعبها حتى الآن. وهو معروف بعضويته لعدد من الجمعيات الخيرية والدعوية وبأسفاره الكثيرة التي دار من خلالها العالم، ولكن ذاكرته مازلت تحتفظ برحلتين إحداهما لإثيوبيا والأخرى للدول الاسكندنافية والتي صلى فيها المغرب والعشاء والفجر بوضوء واحد، خصوصا أن أذان المغرب هناك كان في الحادية عشرة والعشاء في الثانية عشرة والفجر في الواحدة والنصف وهي من اللطائف التي مرت بالشيخ خلال أسفاره.