محمد وبدر ويوسف أصدقاء تجمعهم علاقات وطيدة فهم لايتفرقون أبدا، في أيام الإجازة هذه، قرروا الذهاب إلى إحدى مدن الملاهي الموجودة على شاطئ جدة، وعند وصولهم إلى البوابة منعهم حراس الأمن بحجة أن المكان مخصص للعائلات، بيد أنهم قرروا المغامرة بالقفز من فوق الأسوار فهو الوسيلة الوحيدة بحسب ما قالوا للوصول إلى السوق، ذلك هو حال الشباب مع المدن الترفيهية والأسواق فعبارة «ممنوع» هي اللافتة المرفوعة في وجوههم دائما ولامناص لهم من الهروب منها، فهي قدرهم المحتوم، وإذا وجدت شابا في سوق أو مدينة ترفيهية فإنك ترى الأنظار تتجه إليه كالسهام تلاحقه بظنون الشك في كون وجودهم سببه الرغبة في مطاردة الفتيات ومغازلتهن، أو كما يتداول بين المجتمع، فإنهم يمارسون عملية (الترقيم) وإزعاج العوائل، وبقيت هذه النظرة هي السائدة مجتمعيا تجاه الشباب في أي سوق أو مكان ترفيهي يتواجدون فيه. (الدين والحياة) جال بعض المدن الترفيهية في فصل الصيف والذي يشهد ازدحاما كبيرا، والتقت بمجموعة من الشباب الموجودين داخل الأسواق، وتساءلت عن سبب وجودهم وكيفية الدخول إلى هذه الأماكن وخرجت بالمحصلة التالية: غير مشروعة بلال لايجد حرجا من دخول هذه الأماكن بالطرق غير المشروعة، كالقفز فوق الأسوار أو الدخول في حضرة عائلة دون أن يتنبه حراس الأمن وقال: ليس من الضروري أن يقصد الشاب هذه الأماكن لقصد الغزل فقط فنحن الشباب ليست لدينا متنفسات ولا أماكن ترفيهية، لذلك فإني أحرص على القدوم إلى هذه الأماكن بقصد الترفيه عن نفسي ومطالعة وجوه الموجودين خير من التسكع في الشوارع بلا فائدة، فوجودي ليس بقصد الغزل أو إيذاء النساء وملاحقتهن كما يدعي الكثيرون وإنما للتسلية وترفيه النفس. اعتراف أما بندر .ع فيعترف أنه قصد السوق بغرض مغازلة النساء ومطالعتهن وتأملهن، وهي ليست المرة الأولى، بل إن زيارته لهذه الأسواق متكررة وبشكل دائم فهو زار السواد الأعظم من الأماكن الترفيهية والأسواق في مدينة جدة ويستخدم في الدخول لهذه الأماكن عدة طرق منها هو اصطحابه لفتاة تعرف عليها على أنها زوجته أو أخته للسوق وقضاء وقت في هذا السوق أو من خلال معرفته ببعض حراس الأمن العاملين في هذه الأماكن فيسهلوا له مهمة الدخول، كما أنه دخل إليها عن طريق القفز على الأسوار أو التسلل من الأبواب الخلفية فهو حجة في التسلل إلى هذه الأماكن على حد تعبيره، وهو يجد في ذلك مبتغاه ومتعته. حب الاستطلاع بيد أن محمد جبير أبدى تعجبه من السؤال الموجه له وقال: أتيت من مدينة الطائف ودخلت إلى المدينة الترفيهية للاطلاع والتعرف على الموجود فيها، خصوصا أنه لم يسبق لي الدخول إلى هذه الأماكن إطلاقا، وقد أغراني عدد من زملائي بالحضور للمدينة الترفيهية وقضاء بعض الوقت ومشاهدة المسرحية المعروضة والتي يحرم الشباب من مشاهدتها بسبب تخصيصها للعوائل فقط، مقترحا أن يتم تخصيص أيام للشباب يقضون فيها أوقاتهم، فليس كل شاب قصد هذا المكان للغزل وإيذاء النساء فنحن لدينا بنات ونساء وأعراض، ونخشى عليهن ومن الخطأ تعميم النظرة والحكم على جميع الشباب بحكم واحد، لذا فإن تخصيص يوم للشباب سيخفف ضغط الشباب المتسللين إلى هذه الأماكن خصوصا في فصل الصيف. راحة الأسر وأوضح أحد حراس الأمن العاملين في المدن الترفيهية أنهم يواجهون يوميا عشرات الحالات من الشباب الراغبين في الدخول دون أن يكون لهم أي علاقة بالمواقع الموجودة داخل المدينة، وتابع، نحن نعاني من تلك المسألة كثيرا، فبعضهم يقفز من فوق الأسوار، كما أننا نشدد على مداخل ومخارج هذه المدن لمنع أي شاب من الدخول درءا للمفاسد التي قد يحدثها البعض جراء المغازلة والمعاكسة وإزعاج العوائل، وهو أمر نحرص عليه حتى تجد الأسرة الراحة والأمان داخل المدينة بعيدة عن إزعاج الشباب ومعاكساتهم المخجلة في بعض الأحيان. علاج المشكلة واعتبرت الإعلامية البندري أحمد أن السماح للشباب بدخول هذه الأماكن سلاح ذو حدين، فليس كل الشباب واحدا، والغالبية منهم قصدوا هذه الأسواق لإزعاج النساء والعوائل ولكن البعض الآخر يظلم، فربما كان سبب مجيئه قضاء أوقات سعيدة، أو لديه حاجة داخل السوق أو دفعه حب الاستطلاع إلى الدخول والتعرف على هذه الأماكن، وفي كل الحالات لابد من علاج لهذه المشكلة سواء من خلال التنبيه عليهم والاهتمام بالتربية الصحيحة من قبل الأسرة والمدرسة والمسجد وفي نفس الوقت على أصحاب هذه الأماكن مراعاة قلة الأماكن الترفيهية، وإفساح المجال لهم سواء بتخصيص يوم أو يومين أو ساعات محددة حتى يمكن التقليل من هذه المشكلة التي تتكرر يوميا في أسواقنا ومدننا الترفيهية.