أثار قتل وتعذيب العديد من المعارضين المعتقلين موجة عارمة من الغضب في صفوف الإيرانيين حتى المحافظين منهم. وفي هذا السياق، نسبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى سجناء قولهم إنهم شاهدوا الحراس يضربون زملاءهم ويركلونهم حتى الموت. فيما أكد معتقلون آخرون أن الحراس نزعوا أظافرهم بأدوات حادة وأجبروهم على لحس أوعية المرحاض التي تصدر منها روائح كريهة للغاية. وأشارت الصحيفة إلى أن قصص التعذيب والقتل التي نقلتها عائلات المعتقلين ومواقع المعارضة على الإنترنت أثارت ردود أفعال سلبية في جميع الأوساط الإيرانية، بما فيها الموالية للنظام. وأكدت عائلات الضحايا أن الجثامين التي أعيدت إليها من سلطات السجون كانت تحمل رضوضا وآثار جروح، بينما أبلغ مسؤولون في بعض المستشفيات منظمات لحقوق الإنسان أنهم رأوا أدلة على قتل 100من المتظاهرين منذ الانتخابات الرئاسية، لافتة إلى استمرار الغضب الجماهيري العارم في البلاد حتى هذه الأيام. وأكد العديد من المحافظين أن أعمال القمع والتعذيب والقتل توضح غياب المساءلة، مشيرين إلى رغبة الرئيس تحدي حتى سلطة وأوامر المرشد على خامنئي، ويعود سبب انتقال الغضب من صفوف أنصار المعارضة إلى معسكر المتشددين لقضية محسن نجل مستشار المرشح الرئاسي السابق محسن رضائي الذي توفي في السجن إثر تعرضه للضرب المبرح. ولا تعود الأهمية التي اكتسبتها عمليات التعذيب في الآونة الأخيرة إلى مظاهرات المعارضة العامة وحدها، بل أيضا لكثرة قصص التعذيب. إلى ذلك، أعلن المدعي العام الإيراني قربان علي دري نجف أبادي أمس أن قسما كبيرا من المتظاهرين الذين اعتقلوا سيفرج عنهم بحلول الجمعة. في حين دعت صحيفة أسبوعية محافظة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى «تقديم اعتذارات إلى الشعب» لأنه تأخر في تنفيذ أوامر المرشد على خامنئي. وكتبت صحيفة «ياليثارات» في عنوانها الرئيسي «يجب أن يقدم أحمدي نجاد اعتذاراته للشعب»، معتبرة أن الرئيس يجب أن يرد على التساؤلات ونقاط الغموض التي يطرحها الناخبون المذهولون. وقالت: أدلينا بأصواتنا لكم بسبب وفائكم الثابت للمرشد لكننا رأينا في الأسابيع الأخيرة تصرفات من قبلكم تثير الشكوك في كل ذلك.