هكذا هو أبو عبد الله؛ حينما يحضر في الحدث وحينما يمر بقلمه مشخصا الحالة. ذات يوم قال عنه الدكتور راسم الجمال (أحد أبرز أساتذة الرأي العام) إنه «يشبه الطبيب الناجح» وهي صفة يتلحف بها من يجيد تشخيص الحالة المرضية، ذاك في الطب يعتبر أمهرهم. قينان الغامدي مثير وعاصف وصاخب أينما يحل بكتاباته، مر خلال الأيام الماضية بالرياضة؛ واصفا إياها ب (بيئة الجهل) وهو وصف دقيق لحالة استشرى فيها كل عبث كتابي يبدأ بالشتم ويصل حد التنابز والعنصرية، مبينا أنه خطاب مشجعين يكتب من مدرجات الجماهير ويلبي احتياجاتهم وفق مزاجها التعصبي وتنسى أو تتناسى مزاج الحياة كما وصفه، الذي يحتاج إلى التنوع والهدوء والتعلم والتثقيف. وأتفق معه أن المزاج الذي يكتب الخطاب الإعلامي الرياضي هو باعث رئيسي للتعصب والانفعال بل والشتم، وهو ما أصبح سمة عادية بين أنصار الأندية، بل حتى بين أنصار النادي الواحد المنقسم على نفسه بين ذاك العضو الثري والآخر السلطوي، وهي مرحلة أخرى من مراحل تذكية الصراع وتطوره داخل المنشأة الرياضية الواحدة. إن المؤسف أن جل من يكتب أو ارتضى بهذا الواقع المؤلم يدرك الحقيقة النهائية لما يؤول إليه هذا الوضع، لكنها الحياة التي تتطلب من ذاك الكاتب أن يتمترس خلف هذا النادي أو ذاك العضو. هذا الوضع يأتي في ظل صمت مسؤولي الأقسام الرياضية أو رؤساء تحرير الصحف المتخصصة، وهو جزء يدخل فيه «التسويقي» كأرباح للصحيفة بعيدا عن أخطار هذا الطرح أو انتماء النادي نفسه، وهو ما يغلب على المصلحة العامة. وكنت قد قلت في مقالين سابقين إن من المؤسف أيضا أن من ندعي أنهم «النخب» وبالتالي (مؤثرون) في الطرح الرياضي واستقامة اعوجاجه اختفوا مع الموجة، لدرجة أن طرحهم صار تنظيريا أو دعائيا وهو ما يعني انغماسهم في الاستفادة وضياع الإفادة المتوقعة منهم. إنني أتفق كثيرا مع تعقيب الدكتور رحيمي الذي ترك له قينان الغامدي متسعا من المساحة لقدرته على توصيف الحالة وكشف ما يدور من خفاء باعتباره عضوا فاعلا في الحراك الرياضي. إن إعلاما انطلق من مبدأ النادي أولا، ثم تطور إلى العضو داخل النادي، هو استمرار لتطور ثالث لا نعلم إلى أين سيذهب بنا، وهي بوادر ظهرت في أكثر من نزال رياضي كحالات انفلات الأعصاب والدخول إلى أرضية الملاعب وحمل الأسلحة البيضاء. وتأتي مرحلة التهجم واستخدام بعض الصحافيين كأدوات شتم من قبل المؤثرين معضلة أخرى لو استشرت ستكون كارثة، كما أن اختفاء الطاقات البشرية المميزة سيكون معضلة ولا أريد أن أحدد أسماء لكن الساحة ملأى بمثل تلك الشخصيات، (هربت) بل وأغلظت في القسم بعدم العودة لهذا المجال الموبوء الذي لم يطلها منه سوى النكران والشتم والتطاول. إن حلا أو عودة لتقويم العود المعوج في طرحنا الرياضي لا أراه في الأفق؛ ذاك لأن العلاج لا يتواجد في دواء واحد؛ فهو مثل الأمراض المستوطنة حتى الكي لا يكون آخر علاج لها أو نافعا. وسأسأل هذا (المثير العاصف) أي تنوع وهدوء وقبله تعليم وتثقيف يقدمه هؤلاء الكتبة، الذين استبدلوا الطبل بالقلم، أهؤلاء أصحاب رأي، أو رؤية؟ هكذا هو قينان حضر في الرياضة فأوجع، وعرى هذا المستنقع المتعصب ومضى، بينما يحاول أبرز الخائفين على مواقعهم بجوار أثرياء الأندية أو متخذي القرار فيها، اللحاق به ولو بصوت خافت خوفا على مكتسباتهم. • • • • للعضو المبتهج .. زدنا فهما وأملأ كأسك الفارغ بنصف معلومات موثقة عن (الأيفس) طبعا بعد إيقافك لخطاباتك الفرائحية. • وللكاتب العتيق .. ليس تشكيكا لكن واقعا، فخطابات (الكتاتيب) لا تصلح في عصر ال 46 جامعة وكلية .. هنا فهم ومعلومات وتوثيق وهناك (تلقين)، حفظت حبيبي. • وأخيرا.. ليس هناك ما يخيفك غير فكرة قبل ولادتها. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة