الأغنام والحملان الأسترالية لن تكون أضاحي أو هديا في حج هذا العام، لذا فقد تذهب عقود توريد الأغنام لموسم الحج إلى البلدان الأفريقية. وعزت صحف أسترالية عدم استيراد المملكة للأغنام الأسترالية لحج هذا العام إلى عدة عوامل أهمها: ارتفاع الأسعار وانخفاض عدد الأغنام الحية الأسترالية المعدة للتصدير. وحسب ما ذكرته إحدى الصحف الأسترالية عن تاجر مواش هناك، فإن الحج هذا العام يأتي في أواخر نوفمبر، وبالتالي يعتبر من الصعب بالنسبة لمربي المواشي الأسترالية توريد الأغنام بالنضج المطلوب للموسم الحالي. وأضاف، أن الأمر يتوقف أيضا بشكل كبير على تكلفة تربية المواشي، حيث تقل كلفة تربية المواشي في أفريقيا عن نظيرتها الأسترالية، ولذلك فإن أسعارها أقل من الأغنام الأسترالية». وتورد أستراليا ما يصل إلى نصف مليون أضحية وهدي سنويا لموسم الحج فقط. وأكد ل «عكاظ» وكيل وزارة الزراعة للثروة الحيوانية المهندس جابر الشهري أن وزارة الزراعة لديها خيارات عديدة متاحة لرجال الأعمال لاستيراد الماشية من دول عدة، كالأورجواي وبعض الولايات الأرجنتينية، الصين، الصومال، السودان، إيران، وسورية. وأشار إلى أن وزارة الزراعة تتابع، بشكل مستمر ودقيق، تنقل الأمراض الحيوانية في العالم، وتراعي مصلحة المملكة ومواطنيها في عملية استيراد المواشي من أي مكان من العالم. وجدد التأكيد على أن الوزارة حريصة على سلامة المواطنين ولديها اشتراطات دقيقة تعطى للمستوردين ضمن إذن الاستيراد داعيا إلى ضرورة الالتزام بها. وشدد على عدم قبول الوزارة أي أغنام مصابة بأية أمراض أوحاملة لها. وأضاف الشهري، أن الشحنات غير الملتزمة باشتراطات الوزارة وتحمل أمراضا، يتم رفضها على الفور. وثمن التزام الجانب الأسترالي بجميع الاشتراطات الصحية، مؤكدا أنه طوال أربع سنوات لم يتم رفض أية شحنة قادمة من أستراليا. وطالب الدول الأخرى الموردة للأغنام للمملكة أن تحذو حذو أستراليا في هذا الشأن. وأكد ل «عكاظ» رئيس لجنة المواشي في غرفة جدة فهد السلمي ما ذكرته الصحف الأسترالية، حيث قال «إن أغلب التجار توجهوا إلى أفريقيا، وتحديدا الصومال، جيبوتي، والسودان، وذلك بسبب تدني أسعارها مقارنة بأسعار الأغنام الأسترالية، فضلا عن الاشتراطات التي تضعها الجهات الأسترالية، مثل توفير ناقلات بحرية ذات مواصفات سلامة صحية عالية، ما يعني زيادة في تكاليف الاستيراد من أستراليا، ما ينعكس على سعر البيع ويجعله مرتفعا مقابل المواشي الأفريقية التي لا تتطلب هذه الاشتراطات، وكذلك عامل المسافة والتسهيلات التي تقدمها وزارة الزراعة مثل وجود محاجر بيطيرية في تلك الدول كمحجري جيبوتي والسودان». وأشار إلى وجود اتفاقات مع إتحاد مصدري المواشي السودانية، وهي الاتفاقات التي توجت أخيرا بتوقيع اتفاقية تأمين لدى البنك الإسلامي للتنمية والمؤسسة الإسلامية لإعادة التأمين وائتمان الصادرات (الأيسك). وأضاف السلمي، أن هناك ما يزيد على 17 تاجرا سعوديا من موردي المواشي لديهم توجه إلى أفريقيا؛ وذلك بسبب الإقبال في السوق على المواشي الأفريقية الحية، لما تمتاز به من وفرة في اللحم والمراعي الطبيعية وقرب المسافة.