انتشار أمراض الجدري والإسهال والأنفلونزا بين النازحين تصاعدت حدّة الضغوط الدولية على إسرائيل بإصدار الجمعية العامة للأمم المتّحدة، بأغلبية ساحقة، قراراً غير ملزم يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني" في قطاع غزة الذي أصبح وفقاً لمسؤول أممي "جحيماً على الأرض" نتيجة قصف لا يتوقف وأوضاع إنسانية لا تنفكّ تتدهور. وفي نيويورك، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 153 صوتاً من أصل 193 على قرار يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" وإلى حماية المدنيين وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية و"الإفراج الفوري وغير المشروط" عن كلّ الرهائن. وصوّتت عشر دول من بينها الولاياتالمتحدة وإسرائيل ضدّ القرار، بينما امتنعت 23 دولة عن التصويت. خلاف علني بين بايدن ونتانياهو حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أنّ الدولة العبرية بصدد خسارة الدعم العالمي بسبب قصفها "العشوائي" لقطاع غزّة. وفي أشدّ انتقاد يوجّهه لنتانياهو منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ، قال بايدن خلال فعالية انتخابية في واشنطن إنّه ينبغي على رئيس الوزراء الإسرائيلي "تغيير" موقفه بشأن حلّ الدولتين. بدوره، أقرّ نتانياهو بوجود "خلاف" مع بايدن بشأن الطريقة التي ينبغي أن يحُكم بها قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الراهنة. وتمثّل هذه التصريحات خلافاً علنياً نادراً بين الجانبين بعد أسابيع كان دعم الرئيس الأميركي فيها لإسرائيل مطلقاً. وخلال حفل لجمع التبرّعات لحملته الانتخابية في واشنطن، قال بايدن إنّ إسرائيل تحظى اليوم بدعم "أوروبا" و"معظم دول العالم" بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس عليها انطلاقاً من غزة. وأضاف "لكنّهم (الإسرائيليين) بدأوا يفقدون هذا الدعم بسبب القصف العشوائي الذي يحدث". القضاء على حماس وفي خطابه، أكّد الرئيس الأميركي أنّه "ليس هناك أيّ شكّ في ضرورة القضاء على حماس". لكنّه نفى بالمقابل الحجج التي قال إنّ نتانياهو ساقها لتبرير قصف الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة، ولا سيّما لجهة قوله إنّ قوات التحالف "سوّت بالأرض" ألمانيا النازية واستخدمت أسلحة نووية ضدّ اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.وأوضح بايدن أنّه قال لنتانياهو إنّه بعد الحرب العالمية الثانية تمّ إنشاء مؤسّسات دولية "للتأكّد من عدم تكرار ذلك مرة أخرى".كما أكّد الرئيس الأميركي أنّ الولايات المتّحدة ارتكبت "أخطاء" بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.وبالنسبة لبايدن فإنّ أمام نتانياهو الآن "قراراً يتعيّن عليه اتّخاذه" في ما يتعلّق بحكومته اليمينية المتشدّدة. جحيم على الأرض وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على الدولة العبرية، شبّه المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الوضع في غزة بأنه "جحيم على الأرض"، ووصف ب"المروع" تسجيلا مصورا يظهر نسف مدرسة تابعة للوكالة.وأكد لازاريني على منصة إكس أن "جميع المرافق العامة ومن بينها المستشفيات ومدارس الأممالمتحدة يحميها القانون الدولي". ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة ، أدى القصف الإسرائيلي الى استشهاد 18412 شخصا، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال. وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال. ومساء الثلاثاء، أعلن الجيش استعادة جثتي رهينتين إسرائيليين في قطاع غزة خلال عملية عسكرية.وقال الجيش في بيان "خلال عملية في غزة، تم العثور على جثتي ايدين زاكاريا و(الجندي) زيف دادو وإعادتهما إلى اسرائيل". وبحسب الجيش، لا يزال 135 رهينة في قطاع غزة، بما في ذلك جثث. الفرار إلى رفح وتحوّلت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية. ويفرّ آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرًا. وأكدت وزارة الصحة أن "24 مواطنا استشهدوا في عدة غارات" في رفح. وفي مستشفى في رفح، وقفت عائلة الطفلة سيدال أبو جامع (سبع سنوات) فوق جثمانها لتوديعها. ويقول والدها هاني إنه سمع ليلا أصوات انفجارات وقصف قريب من خيمة العائلة النازحة، ولكن صباحا "أشعلت موقد النار (..) وجئت لأوقظ سيدال ورفعت البطانية عنها ووجدتها غارقة في دمائها واخذناها إلى المستشفى" مضيفا "كانت ميتة". وحذّر المفوّض السامي للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة "تخطّت الانهيار".واضطر 1,9 مليون شخص للفرار من المعارك وانتقلوا الى جنوب قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، بحسب أرقام الاممالمتحدة. ظروف كارثية وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من كانون الأول/ديسمبر "يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ". وأضاف "تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية"، في حين أن "غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض" خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات. تدمير خمسة مبان في غزة كشفت تقديرات للأمم المتحدة أن نحو 40 ألفا من مباني قطاع غزة، أو تقريبا خمس التي كانت موجودة قبل الصراع، تضررت كليا أو جزئيا منذ اندلاعه في السابع من أكتوبر تشرين الأول. واستند أحدث التقديرات إلى صور بتاريخ 26 نوفمبر تشرين الثاني لمركز الأممالمتحدة للأقمار الاصطناعية، حيث فحص محللون صور أقمار اصطناعية عالية الوضوح لرصد المباني المتضررة ونشر خرائط قد توجه أعمال الإغاثة وخطط إعادة البناء أثناء الكوارث الطبيعية والصراعات. ومثل هذه التقديرات ربما تقلل من حجم الدمار الفعلي لأنها لا تظهر جميع الأضرار التي لحقت بالمباني، وعلى سبيل المثال، قد يظهر المبنى المنهار لكن سقفه سليم وكأنه غير متضرر. وقال مركز الأممالمتحدة للأقمار الاصطناعية في بيان "هناك زيادة 49 بالمئة في العدد الإجمالي للمباني المتضررة، مما يسلط الضوء على التأثير المتصاعد للصراع على البنى التحتية المدنية". وأظهر التقييم أن المناطق الأكثر تضررا تتركز في محافظتي غزة وشمال غزة في شمال القطاع واللتين كان بهما 29732 من أصل 37379 مبنى تضرر كليا أو جزئيا أو نحو 80 بالمئة من المجموع. وجاء في تقييم سابق للأمم المتحدة صدر في السابع من نوفمبر تشرين الثاني أن 25050 مبنى قد تضرر أو أصابه الدمار أو نحو 10 بالمئة من إجمالي المباني في غزة. ولم يقدر مركز الأممالمتحدة للأقمار الاصطناعية الأضرار بحسب نوع المبنى. وأشارت بعض الأرقام الصادرة عن السلطات في غزة في وقت سابق من الصراع إلى حدوث أضرار واسعة النطاق في المساكن. وتشير تقديرات وردت في تقرير للأمم المتحدة صدر في 21 أكتوبر تشرين الأول إلى أن 42 بالمئة على الأقل من جميع الوحدات السكنية قد دمرت أو تضررت. 40 شهيداً بينهم 10 أطفال أعلنت مصادر فلسطينية، أمس الأربعاء، مقتل عشرات الفلسطينيين في غارات إسرائيلية في اليوم ال 68 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية في غزة، بأن أكثر من 40 شهيدا بينهم 10 أطفال وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، خلال ال24 الماضية. وحسب المصادر ، قتل فلسطينيان وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال منزلا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. مقتل 87 صجفياً منذ بدء الحرب وأعلن المكتب الإعلامي عن مقتل صحفي في قصف إسرائيلي على غزة، ما يرفع عدد القتلى الصحفيين إلى 87 منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن جيش الإحتلال اعتقل الليلة الماضية مدير مستشفى كمال عدوان أحمد الكحلوت، وذلك بعد اقتحامه المستشفى، واحتجاز طواقم طبية. وكان مستشفى كمال عدوان وهو الوحيد العامل في شمال قطاع غزة تحت الحصار منذ ثلاثة أيام، بحسب وزارة الصحة في غزة. أمراض معدية في مراكز الإيواء وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإنها وثقت 360 ألف حالة إصابة بأمراض معدية في مراكز إيواء النازحين وأنها تعتقد أن العدد الفعلي أعلى من ذلك. فيما أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن تسجيل حالات التهاب السحايا واليرقان والقوباء وجدري الماء وغيرها من التهابات الجهاز التنفسي العلوي في قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، أعلن مدير مستشفى أبو يوسف النجار في رفح انتشار أمراض الجدري والإسهال والأنفلونزا بين النازحين في رفح، بما في ذلك 1500 حالة إصابة بأمراض معوية يتم الإبلاغ عنها يوميًا بسبب نقص الغذاء. كما أعلنت وزارة الصحة عن نفاد تطعيمات الأطفال بالكامل وذلك في خضم حرب إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. وحذرت الوزارة من أن نفاد تطعيمات سيكون له انعكاسات صحية كارثية على صحة الأطفال وانتشار الامراض وخاصة بين النازحين في مراكز الإيواء المكتظة.كما حذرت من وفاة مئات الأطفال بسبب الأوضاع الكارثية في مراكز إيواء النازحين التي تضم 700 ألف طفل في قطاع غزة، مطالبة المؤسسات الأمية بسرعة التدخل لتوفير التطعيمات اللازمة وضمان وصولها لكافة مناطق قطاع غزة لمنع الكارثة. مقتل 114 جندياً إسرائيلياً وزعم جيش الإحتلال إنه ضرب خلال اليوم السابق عدة مواقع كانت تستخدم لإطلاق الصواريخ صوبها وداهم مجمعا لحماس عثر فيه على حوالي 250 صاروخا من بين أسلحة أخرى وقصف مصنعا لإنتاج الأسلحة. وقالت إسرائيل أمس الأربعاء إن ثمانية جنود آخرين قتلوا في المعارك في قطاع غزة بما يرفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الاجتياح البري في 20 أكتوبر تشرين الأول إلى 114.