من مزايا الوفاء والأمانة صفة بعيدة الأثر جليلة الخطر في نجاح الأفراد والأمم نجاحاً أدبيا واجتماعيا, هذه الصفة هي الثقة,والثقة نوعان: نوع يوصف به الفرد ذاته وهي اعتقاده باطمئنانه إلى كفايته فيقدم على عمله بعزيمة وقوة وارادة مؤكدة غير هياب لما يعترضه من صعاب. وهذه الثقة هي رأس ماله وسر الاقبال على التضحية، فالثقة هي الروح التي أقدم بها زميلنا في مهنتنا مهنة الطوافة المطوف سعود ابراهيم سقاط بقبوله العمل مسؤولاً في مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية كمسؤول عام من أعمال التغذية في الحج للحجاج القادمين لأداء فريضة الحج.فلقد أقدم على تنفيذ هذه المهمة غير هياب ما يعترضه من صعاب فيخترقها ويمضي قدماً بقوة وثبات في أيام التشريق وأيام النحر. ويحقق أمله في هذه الخدمة الشريفة.فثقته في نفسه مدعاة إلى الاتقان والنجاح لأنه سيقدم هو وزملاؤه العاملون معه الخدمة في التغذية لعدد كبير من حجاج بيت الله الحرام. ولا تنال هذه الثقة إلا بحسن القيام بأعمال كثيرة وتجارب متعددة نابعة من نفس قد امتزجت إما أمانتها بلحمها ودمها، ومن ذلك كله يمكننا أن ندرك الغاية السامية من وراء قيام هذا المطوف بهذه المهمة الصعبة.وكما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في أمر دينه ودنياه" فالعمل الذي قام به هذا المطوف هو آية اعجاز في ظل "الزحمة" وسرعة الاداء وايصال التغذية في عرفات ومزدلفة ومنى في وقت سريع مما كان معه مثار يقظة ونشاط وتقديرا للمسؤولية الملقاة عليه وزملائه العاملين معه. جهد ضخم زاخر بخلاصة الاخلاص في العمل في ذلك الزمن القصير هو آية اعجاز في دقة العمل واحكام الأداء.ولا يفوتني أن أشكر كل مؤسسات الطوافة التي قامت بنفس هذا الدور والقائمين على التغذية فيها.فلقد احتوى الجميع بحسن الضيافة ويدعو للجميع بالتوفيق والسداد. إن هذا العمل في ذاته فضيلة يحرص عموم المطوفين أن يجملوا بها نفوسهم وهي تكون أجمل وأزين عند أبناء مكةالمكرمة. وألزم لهم، لأنها تجمع لهم قلوب الحجاج وتعقدها على محبتهم والاخلاص في الدعاء من الحاج لقيامهم بخدمة وفود بيت الله الحرام,ولا يسعني هنا إلا أن اقول لهؤلاء المطوفين عليكم بخير صاحب في هذه الدنيا وهو عملهم فإن احسنتم فيه وعصيتم داعي الهوى والغرض سعدتم ووفقتم وعليكم بالعمل لا تكلوا ولا تملوا في خدمة حجاج بيت الله الحرام "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". مكة المكرمة