مع بدء انخفاض درجة الحرارة وبرودة الجو، ترتفع درجة حرارة الزخم في العاصمة الرياض، ويبدأ الدفء في شرايينها ويزداد نبضها ويرتفع إيقاع الحياة في أوقاتها نهاراً وليلاً. لقد تحول شتاء الرياض من فصل ساكن خامل يقبع الناس خلاله في منازلهم بعد انتهاء أعمالهم، إلى فصل تزدحم أجندته بالفعاليات المختلفة، ليست على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى العالمي، ويمكن القول دون مبالغة، إن الرياض أصبحت من أوائل العواصم العالمية إنتاجاً وتنظيماً واستضافةً للمؤتمرات والفعاليات الدولية طوال العام، لكنها تتوهج بها أكثر مع بوادر الشتاء إلى نهاية فصل الربيع. لا شيء تغير في الطبيعة، وإنما نحن الذين تغيرنا. نعم نحن الذين اكتشفنا حقيقتنا وقدراتنا وإمكاناتنا وطاقاتنا بسبب إكسير اسمه «الرؤية»، جعلنا ننهض ونبدأ حياة جديدة كما يجب وكما يليق بوطن زاخر بكل جميل، وشعب قادر على أن يكون محط أنظار العالم بشغفه بالعمل والإنجاز والتفوق والتميز. منذ بداية هذا الشهر ولا يمر أسبوع في الرياض دون حدث ضخم أو أكثر، اقتصادي، علمي، تجاري، صحي، تقني، ثقافي، فني، اجتماعي،..... إلخ. وعلى سبيل المثال فقط، حاولوا مراجعة الإحصائيات عن ملتقى الصحة العالمي الذي انتهى مؤخراً لتعرفوا كم عدد الحضور العالمي، وكم عدد الدول التي قدموا منها، وكم عدد الغرف الفندقية التي تم حجزها، والأهم ما هي انطباعاتهم عن المملكة وشعبها من واقع التعامل الذي وجدوه. وفي جانب آخر، فقد أصبحت الرياض مرتبطة بموسمها السنوي الذي بدأ نسخته الخامسة هذا العام، وشهد في أسبوعه الأول أعلى نسبة زيارة تجاوزت المليون. ورغم عمره القصير فقد أصبح موسم الرياض حدثاً عالمياً بكل المعايير المرتبطة بصناعة الترفيه، تنظيماً وتنوعاً وتجديداً واحترافيةً، وتلبية لرغبات كل الشرائح الاجتماعية، والثقافات المحلية المتنوعة، وكذلك ثقافات الجاليات من كل دول العالم. قبل انطلاق مارد الرؤية، وفي مثل هذه الأيام، كانت فنادق الرياض تبحث عن نزلاء، الآن إذا لم تخطط لزيارتك مبكراً فإنك ستجد صعوبة في العثور على غرفة فندقية في مدينة مكتظة بالحياة النابضة على مدار الساعة، مدينة أصبحت بوصلة العالم.