في كل مرة أقرأ أو أسمع اسم «شركة تجمّع مطارات الثاني» يخطر ببالي تساؤل لا أستطيع مقاومته حول ملاءمة المسمى، وهل من الأفضل تغييره إلى آخر أكثر رشاقة وأعمق دلالة؟ انطلقت «شركة تجمّع مطارات الثاني» في 1 يناير 2022 م، وهي المرحلة الأخيرة من برنامج التحوّل المؤسسي لمطارات المملكة، و تدير الشركة حالياً 22 مطاراً في جميع مناطق المملكة، 10 منها إقليمية (الطائف وأبها ونجران وجازان والقصيم وحائل الجوف وتبوك ونيوم والعلا)، أما شركات مطارات الرياضوجدة والدمام فهي تقع تحت مظلة «شركة مطارات القابضة». لا شكّ بأن دور الشركة هام جداً في تعزيز كفاءة التشغيل وتحسين تجربة المسافر بالمطارات الداخلية، بالتالي تحقيق رؤية الشركة التي تهدف إلى تطوير شبكة مطارات مزدهرة و مستدامة، كما أن دورها يسهم في تعزيز البنية الاقتصادية للمناطق وتنمية السياحة من أجل الوصول إلى الأرقام التي تستهدفها هيئة الطيران المدني وفق رؤية 2030. أدرك أن النجاحات التي حققتها Cluster2 (وهو المسمى الأجنبي للشركة) مميّزة وأن هناك من سيقول بأن الإنجاز على الأرض أهم من المسميات وهذا صحيح لكن لا أحد ينكر بأن الاسم له دور كبير في التسويق والانتشار، فهو الواجهة التي تجذب الانتباه وتمثّل الهوية وتُرسّخ قِيَم الولاء والعطاء لدى الموظفين، وتبني ثقة العملاء. إن اختيار الاسم المعبّر السهل جزء لا يتجزأ من بناء العلامة الناجحة وتسويقها واستدامتها، فالاسم في النهاية رمز ومعنى ووعد، والاسم يمثّل قيمة حقيقية قادرة على ترك انطباع إيجابي مستمر.. إنه بطاقة الهوية للمنشأة وجواز العبور والمفتاح السحري للقبول. تقول كتب التسويق إن المسمى الجيّد لا بدّ أن تتحقق فيه صفات كثيرة؛ أهمها البساطة والأصالة والدلالة والمرونة والجاذبية اللغوية الثقافية، ولأن شركة تجمع مطارات الثاني ستكمل عامها الثالث وفي ظل الخطوات المميزة التي قطعتها على طريق النجاح؛ أقترح على مسؤوليها إعادة إطلاق هويتها بشكل كامل لأن المسمى الحالي يبدو ثقيلا وغير مباشر في إيصال الرسالة الأساسية للشركة. هل اسم «المطارات الوطنية» أو «مطارات الموحدة» أفضل؟.. لا أعرف. الأكيد أن الموضوع ليس بتلك الصعوبة وأثق أن من يعنيهم الأمر قادرون على ابتكار مسمى أقل تعقيدا وأكثر جمالاً من الاسم المركّب الطويل. أخيراً، تقول فيروز: (الأسامي كلام،، شو خص الكلام،، عينينا هنّي أسامينا) ولا شك أن المسافر يقول: الخدمة هي التي تعنينا.