ارتبطت عبارة «من شابه أباه فما ظلم» كثيراً بأولئك الأبناء الذين يتوارثون عن آبائهم بعض المهن؛ مثل الطب، الطيران، التجارة، العسكرية، الحرف اليدوية، الصيد، وغيرها، ولكن أن يصل الأمر إلى توارث رياضة كرة القدم فيعد ذلك أمراً محل استغراب وتعجب، لكون كرة القدم لا تعد وظيفة، بل هواية يمارسها الفرد ويتقاضى عنها راتباً ومكافآت مجزية، ومن اللاعبين الذين توارثوا رياضة كرة القدم عن آبائهم أبناء نورالدين زيدان الأربعة (إنزو ولوكا وثيو وإلياس)، ريفالدينيو نجل ريفالدو، ديفانت ابن أندي كول، جودران نجل هنريك لارسون، وجوناثان ابن المدرب المخضرم يورجن كلينسمان، وأيضاً جو نجل إدوين فان دير، وغيرهم. ويظل السؤال: هل كرة القدم وظيفة تضمن للأبناء مستقبلاً باهراً على خطى آبائهم؟ ورداً على السؤال يقول مدرب كرة القدم والمهتم بالشأن الرياضي الكابتن سعد علي ل«عكاظ»: الانتماء لأندية كرة القدم لا يعتبر وظيفة بل موهبة يمتلكها اللاعب ويسخرها في لعب المباريات حتى لو كان يتقاضى جراء ذلك مرتباً شهرياً ومكافآت الفوز أو تحقيق البطولات، فإذا كان اللاعب لا يمتلك الموهبة والرغبة الجادة والحماس الرياضي واللياقة البدنية فلن ينجح مع ناديه، ويصبح محل انتقاد الجميع وغير مرحب من الأندية، وقد يفشل ويتم الاستغناء عنه نهائياً. وتابع: قد يتوارث بعض اللاعبين رياضة كرة القدم عن آبائهم، لكونهم منذ الصغر يشاهدون والدهم في المستديرة الساحرة وقد أحاطته الشهرة والأضواء وفلاشات المصورين، وهنا تتولد لديهم المشاعر والرغبة الأكيدة في أن يصبحوا مثل آبائهم لاعبين مشهورين وقد وصلت شهرتهم عنان السماء، وبذلك يحاولون منذ الصغر الانتساب للأكاديمية الرياضية وصقل موهبتهم الرياضية ويجدون من آبائهم كل الدعم والتشجيع ومع بلوغ السن القانوني ومرور الوقت نجدهم منتسبين رسمياً للنادي. وأضاف: هناك لاعبون جمعوا بين موهبة كرة القدم وبين الوظيفة الخارجية، بينما نجد أن هناك بعض اللاعبين تفرغوا كلياً لأنديتهم كمحترفين، وجميعهم أصبحوا ناجحين في مهامهم الوظيفية والرياضية. وختم الكابتن علي حديثه بقوله: ليس شرطاً في عالم كرة القدم أن يكتسب الأبناء مهارة آبائهم أو شهرتهم أو مستواهم الاحترافي، فكل لاعب يترك بصمته في الملاعب، ولكن الأنظار تكون أكثر صوب اللاعبين الأبناء، لا سيما إذا كان آباؤهم من أصحاب العلامات الفارقة في المستطيل الأخضر وممن تركوا بصمات كبيرة ويتذكرهم الجمهور الرياضي إلى الآن بكل فخر واعتزاز.