ماذا يحدث لك لو كنت في أحد البنوك الخارجية وفجأة دخل عليك مجرمون رافعين مسدساتهم وطالبين منكم محافظكم؟ تخيل هذا السيناريو: أنت في بنك خارجي، في لحظة سلام وهدوء، حينما دخل مجرمون مسلحون، مهددين كل من في الداخل، ويطالبون بمحافظهم. مثل هذا الموقف يمكن أن يكون مرعباً ويترك أثراً نفسياً واجتماعياً عميقاً على كل من عاشه. تذكرت هذا السيناريو عندما حدثني زميلي في الدراسة بأمريكا، مانويل، وهو مكسيكي. أخبرنا بقصة واقعية حصلت مع والده، حيث كان والده في أحد البنوك بالمكسيك ••• عندما اقتحم اللصوص المكان حاملين مسدساتهم، طالبوا جميع الموجودين بتسليم محافظهم وأي أشياء ثمينة. في هذه اللحظة الحرجة، أظهر والده براعة وحنكة مذهلة، حيث سلّمهم محفظة كانت تحتوي على بطاقات ائتمانية منتهية الصلاحية وأوراقاً لا قيمة لها ومبلغاً مالياً بسيطاً جداً، متجنباً بذلك خسارة حقيقية. تلك القصة التي رواها مانويل تحمل في طياتها دروساً عديدة يمكن الاستفادة منها على المستوى الاجتماعي والنفسي. فعلى المستوى الاجتماعي، هذا الموقف يعزز أهمية الحذر والاحتياط، ويشجع على تجهيز خطة طوارئ لمثل هذه الحالات الطارئة. إنه يذكّرنا بأهمية التفكير المسبق والتحضير، وعدم الاعتماد على الحظ وحده في مواجهة الأزمات. ••• أما من الناحية النفسية، فهذا الموقف يعطينا درساً في كيفية التعامل مع الضغط والخوف. والده لم يترك الذعر يسيطر عليه، بل تعامل مع الموقف بعقلانية وهدوء، مظهراً قدرة الإنسان على التحلي بالثبات حتى في أكثر الظروف صعوبة. يمكننا الاستفادة من ذلك بأن ندرّب أنفسنا على الهدوء وضبط النفس، وتطوير مهارات التفكير السريع والإبداعي لمواجهة الأزمات. ••• مثل هذه القصص تذكرنا بأن الحياة مملوءة بالمفاجآت غير المتوقعة، وأن الطريقة التي نتعامل بها مع تلك المفاجآت تحدد مدى قدرتنا على النجاة، وكما فعل والد مانويل، يمكننا جميعاً الاستفادة من تجربة الآخرين لتطوير إستراتيجياتنا الخاصة في مواجهة الأزمات سواء كانت تلك الأزمات صغيرة أو كبيرة. ••• نهاية: القوة الحقيقية تكمن في التعقل والهدوء، وليس فقط في القوة البدنية.