وزير السياحة يشكر القيادة للموافقة على إيقاف رسوم إصدار رخصة الأنشطة التجارية للفنادق    سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 12128.14 نقطة    المركز الوطني للنخيل والتمور يقدم خدماته لمهرجان سكرية المذنب الحمراء    السيسي :زيارتي إلى أنقرة تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين مصر وتركيا    خالد بن سعود يطلع على تقرير عن منظومة الخدمات الإسعافية لهيئة الهلال الأحمر    "الذوق العام" تحسن تجربة مرتادي صالات السينما والمسرح بالمملكة    "التخصصي" ينظم فعالية للتوعية بسرطان الغدد الليمفاوي    أمير دولة الكويت يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    البرلمان العربي يدين تصريحات رئيس وزراء كيان الاحتلال المضللة    جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطرح 4 برامج للترقية الأكاديمية (التجسير)    عبدالله رضوان الباب المفتوح    بلدية محافظة ضرية تكثف جولاتها الرقابية على المنشآت التجارية    السعودية تستضيف نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال 2024    استشهاد ستة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة    وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزيرة خارجية أستراليا    تجمع الرياض الصحي الأول يطلق حملة "سلامة قلبك" بالتزامن مع مؤتمر القلب العالمي 2024    الدكتور الملا يشكر القيادة لتعيينه عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة    (No title)    56 مليوناً تنتظر ملاك الهجن    باهبري: أتمنى تحقيق البطولات مع «السكري».. والعودة للأخضر    الفرصة ماتزال مهيأة لهطول أمطار رعدية متوسطة لغزيرة    الأمطار تُغرق 4 أطفال من أسرة واحدة في مكة    بالتعاون مع الأردن.. استمرار الإنزال الجوي للمساعدات الغذائية على قطاع غزة    «كروموسوم إضافي» تقتحم عالم متلازمة داون ب 3 لغات    اختفاء نجمة بوب بريطانيا.. استراحة أم زواج؟!    ماذا تخبئ «آبل» في 10 سبتمبر؟    الباب المفتوح    «تكافل» تودع 130 مليون ريال لصالح 260 ألف طالب وطالبة    5 زيوت طهي أكثر صحة للقلب والدماغ    «آفاق صحية»: 5 أمراض شائعة في المدارس    تحدي «كروم» يُدخل طفلاً في غيبوبة    المملكة تجدد دعمها أمن واستقرار المنطقة    «جوجل» تسمح بالتنزيل المتعدد للتطبيقات    وفاة الأميرة لطيفة بنت عبد العزيز آل سعود    بأمر ملكي: تكوين مجلس الشورى برئاسة آل الشيخ لمدة أربع سنوات    أزمة مرور ومواقف في الرياض !    المعلم المغلوب على أمره    افتتح مؤتمر "فنتك 24".. الجدعان: المملكة ستصبح مركزا عالميا للتقنية المالية    حياة الماعز.. على طريقة الأفلام الهندية    أعطوا الكل إلا الأهلي..!    صفحات السماء    نجاحات تشاركية    الفلسفة في حياتي    القراءة فهم ونقد    نعمّا هي    في حصاد الجولة الثالثة من دوري " يلو".. نيوم يتصدر بجدارة.. واستفاقة الطائي والجبلين    من حكايات الماضي 1 – 2    توفر خدمة الاشتراك للنقل الترددي من وإلى المسجد النبوي    نجاح الهلال.. شماعة كل فاشل    اليوم الأخير شهد العديد من الصفقات.. كانسيلو وتوني وديابي الأبرز.. ومتعب الأغلى محليا    "البلدي الخليجي" يناقش الابتكارات والاستدامة    خطورة الخطاب الطائفي التحريضي    كويكب يمر بالقرب من الأرض 15 الجاري    أمير تبوك يشكر القيادة بمناسبة تمديد خدمته    فيصل بن نواف يستقبل أهالي ومسؤولي الجوف    مُفتي عام المملكة يستقبل وفد جمعية أثر الشبابية بمنطقة جازان    بحضور رئيسة تنزانيا والشيخ العيسى.. الرابطة تحتفي بالقرآن الكريم وحفظته    آل طاوي: ثقة القيادة دافع لمزيد من العطاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغذامي: الحداثة عند (أدونيس) ما ابتدأ منه وانتهى عنده
نشر في عكاظ يوم 19 - 07 - 2024

الناقد الدكتور عبد الله الغذامي قال: مشكلة أدونيس المعرفية أن الحداثة عنده غاية قصوى تبدأ منه وتنتهي عنده، وقوله عن غياب الحداثة الحقيقية اليوم عربياً يعرّي هذا الإشكال لديه.. إذ ما الحقيقي هنا وما هو غير الحقيقي، وهل شعرية أدونيس حقيقية وشعريات غيره غير حقيقية، وهل ما يفترضه أدونيس عن عدم وجود حداثة هو حالة انغلاق يفسرها عجزه عن الدخول إلى (ما بعد الحداثة)، والحق أنه لا يصح معرفياً أن نتكلم عن حداثة واحدة وهذا هو الخلل المنهجي لدى أدونيس؛ فالحداثة حداثات وليست حداثة واحدة وهذا التعدد المفاهيمي يفضي بالضرورة إلى مابعد الحداثة حيث التعددية عوض التفردية، كل هذه إشكالات أولية تستوجب أن نقف على مفاهيميةٍ تخص نظام تفكيره؛ إحداها أن أدونيس ينطلق دوماً من مقولات قطعية غير تفاوضية فهو مثلاً يقطع بعدم شعرية شوقي والجواهري، وكذلك ينفي الشعرية الجماهيرية ومن ثم ينفي ذائقة الجمهور المتلقي للشعر، وتبعاً لهذا يقلل من نزار قباني ومحمود درويش كونهما يحظيان بقبول جماهيري، والأخرى أن مقولاته تتمركز حول الذات ويحصر الشعرية فيه وفي أتباعه السائرين مساره، مع أن شعريته منغلقة على طبقية ثقافية تجعل (الشاعر فوق الشعر) حسب جملته المشهورة والمركزية في خطابه، فهو يقف عند الذات وليس عند القيمة، وهذه خاصيةٌ تجعله غير منفتح على التحولات، ومنها أننا في حقيقة الحال نعيش مرحلة ما بعد الحداثة، وأي كلام عن الحداثة لا بد أن يأخذ بالاعتبار بأن الحداثة أصبحت قدامةً مالم تخطُ باتجاه الانفتاح الذي يقوم على التعددية الثقافية وذوبان الفروق النخبوية، بينما صيغة الحداثة التي سادت قبل عقدين هي المركزية الفحولية كما هو أدونيس على نقيض حالة محمود درويش مثلاً الذي كان إنسانياً منتمياً للمهمش ومن لا صوت لهم، فيما ظل أدونيس متعالياً ومنحصراً في ذاته المتفردة حسب تصوره لهذه الذات، وحين ينفي الحداثة فهو يريد إزاحة الآخرين فحسب، وفي الوقت ذاته يعجز عن رؤية المتغيرات الكبرى في أنظمة التفكير ذاته وتحول الوعي من (ثقافة المجاز إلى ثقافة الإنجاز)، وفي ذلك تحولات نوعية كبرى لا تحصر التقدمية بالشعر وحده كما يفعل أدونيس، وعندنا مثال حي في المملكة رؤية 2030، وهذا نموذج بارز على مرحلة ما بعد الحداثة وعلى التعددية وذلك يعني تجاوز مرحلة اللفظ إلى مرحلة المعنى، ولكن أدونيس غائب عن هذا التحول مع أنه زارنا ورأى التحولات الكبرى عندنا، وكذلك فهو يزور الإمارات كثيراً كثيراً، ورأى عياناً حجم التغير الضخم في أنظمة التفكير وأنظمة الرؤية، ولكن المشكل هو في انحصار الميزان عنده في الشعر فحسب ثم في شعرية محددة بمركزية الذات وليست موضوعية الشعر.
وحين عرضتم علي قوله هذا لم أستغرب منه هذا القول، وكم تمنيت لو أن مشروع المناظرة بيني وبينه قد تحقق العام الماضي (2023) حين أتى للرياض، وقد وافق هو على الفكرة وكرر موافقته كما ذكر لي الدكتور محمد حسن علوان، ولكنه اعتذر وطلب أن يخطب في الجمهور هو وحده متفرداً ومتجنباً للمناظرة، والدكتور علوان هو من اقترح فكرة المناظرة وتابع موضوعها معي ومع أدونيس وأخذ موافقتنا معاً إلى أن جاء اعتذار أدونيس في آخر اللحظات، وكنت أنوي فقط محاورته بالخلق الذي يليق بشروط الضيافة وشروط أدب الحوار وشروط الخلق العلمي ولم أفكر بإحراجه ولا بتحديه، ويبدو أنه تخوف من مغبات المواجهة مع أني التقيت معه في أبوظبي في ديسمبر 2022 بترتيب من الدكتور علي بن تميم وجلسنا جلسات رائقة ولم يلقَ مني غير الحوار العلمي، وذكرت له أن النقد الثقافي ليس عدواً له كما كان يتصور، ويكفي أني وقفت على أبي تمام والمتنبي ونزار قباني (وأدونيس معهم)، ولا شك أبداً باحترامي لأبي تمام والمتنبي ونزار فكيف إذن أخرج عن وقاري العلمي وأسيء لأدونيس فرضاً، وقد فرح بجملتي هذه تحديداً.
ولعله فهم المناظرة بمعنى المواجهة، في حين أني أرى المناظرات العلمية بمعنى المحاورة وعرض الأفكار فقط دون مجاملة إنما بعلميّة تفي حقوق العلم وحقوق أدب الحوار.
والمناظرة على أي حال لن تضر أدونيس مهما كانت حالها ولن تضرني أيضاً وكلانا غني عن صاحبه، لكنها كانت ستكون ذات فائدة علمية بما أنها ستضع النقاط على الحروف وتوضح المفاهيم والنظريات النقدية التي ظل يتوجس منها، وهذا ليس افتراضاً ولكنه مدعومٌ بمثال عملي كلانا نعيه وكان واضحاً في لقائنا في أبو ظبي. ولو تيسر وقابلته ثانيةً فسيكون أول سؤال ٍلي له بعد السلام هو لماذا تهرْب عن المناظرة بيننا بعد أن وافق عليها وتم ترتيبها بناءً على موافقتنا معاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.