من قلب الصحراء الذي يلتقي فيه الماضي العريق بالحاضر المتجدد؛ تقف المرأة السعودية متسلحة بإرادة لا تعرف الانكسار، وعزيمة ترتكز على تاريخ من الإصرار، فتمكينها مسيرة تروي حكاية شعب قرر أن ينهض بنصفه الآخر ليحقق مجداً لا يكتمل إلا به. العقد الأخير من الزمن؛ شهد تحولات جذرية في مكانة المرأة السعودية، إذ إن (رؤية 2030) بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خارطة طريق لإعادة صياغة دور المرأة في المجتمع، بإيمان أن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا بمشاركة فعالة من المرأة في مختلف مناحي الحياة. تحولٌ كان ثمرة توفيق الله للمرأة السعودية، ثم بجهودها الحثيثة ودعم الحكومة والمجتمع لتمكينها.. ففي الحياة العلمية؛ حققت قفزات نوعية بتوسع الجامعات لاستيعابها، أكاديميات وطالبات، وامتد ذلك إلى المجالات التقنية والمهنية، فأتاح لها فرصاً أوسع.. وفي الحياة العملية؛ فُتحت الأبواب أمامها لشغل مناصب قيادية في القطاعات العامة والخاصة، فأصبحت عضوة بمجلس الشورى، ووزيرة ونائبة وزير، وسيدة أعمال مرموقة تقود شركتها صوب العالمية.. وفي الحياة الثقافية؛ لعبت دوراً محورياً في إحياء التراث والمحافظة عليه، فقدمت صورة حديثة ومشرقة للثقافة السعودية إلى العالم، ومن خلال الأدب والفن والموسيقى أظهرت للعالم وجهاً مختلفاً عن الصحراء بوجه ينبض بالحياة والإبداع. لم يكن التمكين محصوراً فقط في إطار القوانين والتشريعات، بل تجسد في قصص ملهمة لنساء تحدين الصعاب وحققن المستحيل، لا يمكن لعجالة مثل هذه استيعابها.. قصص ليست مجرد حكايات فردية، بل جزء من نسيج اجتماعي يفتخر بإنجازات نسائه. ختاماً؛ يمكن القول: إن تمكين المرأة السعودية رحلة مستمرة نحو المستقبل، تستلهم فيه طموحها من مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان، حين قال: «همة السعوديين مثل جبل طويق»، فتمكينها ليس حقاً إنسانياً فحسب إنما ضرورة تنموية واجتماعية.. هكذا؛ تظل المرأة السعودية رمزاً للأمل والتغيير، وحكاية تستمر في كتابة فصولها المشرقة بكل فخر وعزم.