جهود المملكة الجبارة، المتمثلة في تمكين الإنسان السعودي والإيمان بقدرته على الإسهام في رُقي أمته، رسّخت مكانتها كأيقونة للتنمية الشاملة محلياً وعالمياً، وجعلتها تخطو خطواتها الواثقة نحو غدٍ مُزدهر، مُستلهمةً في تقدمها الرؤى الثاقبة والعزائم الصادقة، مُعيدةً تعريف مفاهيم النمو والتطور في قلب عالم يتغير بشغف وهمة في رحلة طويق.. تقف المملكة العربية السعودية شامخة كصروح من العَزم والعِزة، مُخطِّطة بحكمة واقتدار خريطة طريقها نحو المستقبل. إنها رحلة تحول مُبهرة، انطلقت من قلب صحرائنا إلى العالم، تُغذيها إرادة قائد مُلهم وشغوف، وطموح شعب عنيد المَسْعَى، مُتحدِّ الرؤية لينقشوا آثارهم على تاريخ الزمن، بنقشٍ راسخ لدولة تتوقع الغد بلغة اليوم، في نسيج هذه الأرض الآمنة المباركة، فالمملكة تُسجّل انطلاقتها نحو آفاق التطور الاستثنائي ببناء الإنسان، حيث يُعَدُّ الاستثمار في العقول المُبدعة المتجددة والأيدي العاملة بكفاءة أرفع أنواع البُنيان، مُولِّدةً طاقات تبني وأفكاراً تُبدع في سبيل تنمية مستدامة يُحيطها صيت طيب الذِكر وتقدير مُؤثر بعطاء عالمي. شهدت بلادنا تطورات اقتصادية وتنموية كبيرة على مدى العقود القليلة الماضية، بعد انطلاقة رؤية 2030، الخطة الطموحة التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2016، والتي تلعب دوراً محورياً في هذا التحول. حيث تحركت من اقتصاد يعتمد بشكل كبير على النفط إلى اقتصاد أكثر تنوعاً وتعدداً في مصادر الدخل للبلاد من خلال تطوير قطاعات مختلفة مثل السياحة، التعليم، الصحة، البنية التحتية، والترفيه. فيما يظل النفط مصدراً رئيسياً للدخل، إلا أن ارتقاء في القطاعات الاقتصادية والتنموية وجّه السعودية نحو استثمارات كبيرة في مصادر الطاقة البديلة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والرياح، إضافةً إلى التوجه نحو تعزيز الصناعات المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات، مع التركيز على الصناعات العسكرية والتصنيع، كصناعات تحويلية، امتدت إلى تحفيز الاستثمارات في التقنية ودعم الابتكار والمؤسسات الناشئة. ولم تغفل عن أهمية العمل على تطوير البنية التحتية من طرق وجسور وشبكات مواصلات، وكذلك مشروعات التحول الرقمي، بل وركزت على تحسين نظام التعليم وإعادة هيكلته للتماشي مع متطلبات العصر ومهارات القرن الحادي والعشرين، فضلاً عن تحديث النظام الصحي وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية، وخلقت مبادرات لتشجيع توظيف السعوديين في جميع القطاعات لتقليل البطالة بين المواطنين. بل وأن تلك الجهود فطنت لأهمية تطوير السياحة بما في ذلك المشاريع الضخمة مثل مشروع البحر الأحمر ونيوم، والقدية، والدرعية، والمربع ومنتزه الملك سلمان، وإستاد الأمير محمد بن سلمان، وغيرها الكثير. وقد عملت أيضاً على تسهيل إصدار التأشيرات للزائرين وجذب الاستثمار الأجنبي من خلال تحسين بيئة الأعمال وإنشاء مناطق استثمارية خاصة. وابتكرت موقع دليل وهو منصة إرشادية، أطلقها برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب) بالتعاون مع جهات البرنامج التنفيذية وشركاء النجاح. فإن دليل هدفه إرشاد المستثمرين إلى المعلومات التي يحتاجها كل مستثمر عن قطاعات برنامج (ندلب) وحزم المُمكنات والدعم المقدمة، بالإضافة إلى تفاصيل رحلة الاستثمار في السعودية. من المهم ملاحظة أن التحديات قائمة وأن الأهداف طموحة، ولكن حتى الآن، حققت المملكة بالفعل تقدماً ملحوظاً نحو أهدافها من خلال إصلاحات اقتصادية واجتماعية مختلفة. وأخيراً، تقف المملكة العربية السعودية، كشعلة مُضيئة بارقة على خارطة العالم، مُظهرةً كيف أن التحدي والإصرار والعزيمة يمكن أن تُحدث تحولات جوهرية على جميع الأصعدة.. فمن مشارف مدنها التي تنبض بالحياة إلى مبادراتها العابرة للحدود، خَلَقت رؤية متجددة لمستقبل الاستدامة والابتكار. إن جهودها الجبارة المتمثلة في تمكين الإنسان السعودي والإيمان بقدرته على الإسهام في رُقي هذه الأمة قد رسّخت مكانة المملكة كأيقونة للتنمية الشاملة محلياً وعالمياً. وبذلك، تخطو المملكة خطواتها الواثقة نحو غدٍ مُزدهر، مُستلهمةً في تقدمها الرؤى الثاقبة والعزائم الصادقة، مُعيدةً تعريف مفاهيم النمو والتطور في قلب عالم يتغير بشغف وهمة في رحلة طويق. طويق اسم جبل من الصخر الجيري شكل الطوق، ويلتف حول صحارى نجد، طويق تصغير لكلمة طوق وتصغير الأسماء لتزينها عادة قديمة عند العرب. طويق من أقدم الآثار في نجد التي عرفتها شعوب الجزيرة العربية منذ زمنٍ طويل، وقد قال عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "همة السعوديين كجبل طويق لا تنكسر، إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض".