والدي عضو شورى سابق لثلاث دورات سبقها عشر سنوات وكيلاً لوزارة التجارة بعد 30 عاماً كمستشار قانوني بالوزارة، كان خلالها مديراً لفرع الوزارة بجدة، وعضواً بهيئة حسم المنازعات التجارية –المحكمة التجارية بوزارة العدل حالياً– هذه الشخصية القانونية التي خدمت في سلطات الدولة الثلاث: التشريعية، والقضائية، والتنفيذية لها واقع رياضي تمثل في كونه لاعب كرة قدم في أندية الاتحاد والأهلي ومن مؤسسي نادي الهلال البحري الذي تطور بالاندماج مع نادي الشاطئ لتكوين نادي الربيع المعروف بجدة حالياً، وبعد الانتقال إلى الرياض لعب في نادي الشباب وبعد اعتزال اللعب أصبح مديراً لفريق كرة القدم، ومن ثم مديراً للنادي وخلال فترة اللعب تم اختياره ضمن أول منتخب لكرة القدم. حصل على الثانوية من لبنان والبكالوريوس والدراسات العليا بين جامعة القاهرة وجامعة الزيتونة بتونس. هذه الشخصية عملت في فرن جدي موزعاً للخبز على أحياء جدة على الحمار، وحمل أكياس الدقيق والحطب وعمل في جميع أعمال الفرن، ولأنه ابن المالك كان يحمل أكياس الجنيهات والريالات الفضة والذهب على أكتافه التي تحمل علامة حتى اليوم. العمل الشاق وكسب العيش من العمل.. لم تعقه عن الدراسة واللعب والمتعة بكرة القدم والقيام بواجباته الوظيفية لأكثر من 45 عاماً، وختم مسيرته بالتبرع بثروته المتمثلة في ما يقارب من 10,000 كتاب في القانون والإدارة أوقفها للعلم في مكتبة جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة التي يرأسها د. عبدالله دحلان، وهو أيضاً قصة كفاح أخرى توجت بنجاحات كما هو جيل والدي كله كفاح ومتعة وعلم ونجاح وتوفيق من رجال الإدارة مثل السفير عبدالعزيز خوجة، والدكتور صالح بن ناصر، أو الأعمال المؤسسين للكيانات التجارية العملاقة مثل الجفالي والفضل والعليان والجميح وفتيحي والسبيعي والبكري وصالح كامل وغيرهم كثير، كما هو معظم الأجداد في جميع أنحاء الوطن، وقد أنصفهم وعبّر عنهم سمو ولي العهد في إحدى مقابلاته التلفزيونية عندما ذكر أن الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- والملوك من بعده أسسوا وبنوا هذه الدولة بدون نفط بل بالرجال والعزيمة. أنتُخبت رئيساً لزملائي المحامين بجدة ومن ثم على مستوى المملكة ودولياً حصلت على العديد من المناصب من خلال الانتخابات منها مستشار لرئيس الاتحاد الدولي للمحامين، حصلت خلال مسيرتي على تقدير من الجامعة بأنني أحد أفضل خريجيها، ومن المجلس الأعلى للقضاء في سابقة عالمية لما قدمته من جهود للعدالة ومرفق القضاء. ذلك هو أساس القدرة على التعامل مع مختلف الجنسيات والتعرف على ثقافتهم والتي اكتسبتها من خلال عملي في مطعم الديوان للمأكولات السريعة طوال فترة دراستي الجامعية بدأتها كعامل نظافة وانتهت مع تخرجي ضمن أول دفعة قانون بجامعة الملك عبدالعزيز قبل 35 عاما في منصب نائب الرئيس للعلاقات العامة والتسويق، وعملت أيضاً داخل الجامعة بأجر مقداره 50 ريالاً للساعة معظم سنوات تواجدي بالجامعة وهذه هي رسالتي في هذا المقال. النجاح المهني أساسه المهارات الجانبية في السكرتارية والتسويق والعلاقات وإدارة المشاريع والتعامل مع الغير والتأقلم مع العمل وضغوطه واحتياجاته. لذلك قرار مجلس الوزراء بإلزام الجامعات بتدريب الطلبة خلال 6 شهور من الدراسة لتأهيلهم لسوق العمل هو أمر جداً هام وضروري وأساسي لتمكين الطلاب من التعرّف على حقيقة واقع العمل وسوق العمل وبيئة العمل ليتمكن من بداية صحيحة بعيداً عن التوقعات والأحلام البعيدة عن الواقع وألغت فكرة التعليم لأجل التعليم وأصبحت التعليم لأجل العمل، ولذلك مقالات قادمة. ومبارك عليكم العشر الأواخر وعيد فطر سعيد إن شاء الله.