سعت المملكة العربية السعودية لوضع رؤية 2030 على أُسس واضحة تسعى إلى أعلى مستويات الوعي والتقدم في جميع النطاقات دون استثناء. ولكن عندما نتحدث عن الرياضة فهنا يكون الحديث مختلفا وذا أهمية وقيمة عالية وعالمية لما تحمله الرياضة من رسالة سامية أخلاقياً وصحياً واجتماعياً وعالمياً، فهي ذات شعبية قوية لدى كافة الدول. وقد سعت حكومتنا لتحويل وجهة العالم أجمع إلى الرياضة السعودية بكافة التخصصات، حيث كرست كافة الجهود والخبرات باستقطاب أفضل لاعبي الأندية عالمياً وأفضل المدربين لرسم خطة تجعل من السعودية هي المستقبل الرياضي للعالم وصولاً إلى الفوز بتنظيم كأس العالم لعام 2034 وهذا إنجاز لا يُستهان به. ولكن المؤسف ما نراه الآن من بعض جماهير الأندية وهتافاتهم المُخجلة وبعض التصرفات التي لا تنتمي للروح الرياضية بل لا تصدر إلا من أشخاص انعدم لديهم الوعي الرياضي والتربوي والمنافسة الشريفة. والمصيبة أن هذه التصرفات قد تكرست لشخصية هي الأفضل عالمياً والأكثر شعبية دون أدنى وعي واستغلال لفرصة وجوده لدينا فالنجم كرستيانو رونالدو من أقوى الشخصيات عالمياً بل كانت له إسهامات قوية وواضحة في نقل صورة جميلة عن مملكتنا الغالية مما عكس اهتمام الكثير من الأسماء العالمية للتواجد في هذه الأرض المباركة. للأسف انعدم الوعي لدى بعض الجماهير والتي تمثل صوتا قويا في المجتمع الرياضي وأصبحوا لا يميزون بين المنافسة الشريفة والتصرفات غير الواعية والتي انتشرت بسرعة البرق للعالم ونقلت صورة غير جيدة. وهذا الأمر لا بد له من وقفة صارمة من الاتحاد السعودي لكرة القدم ووضع قوانين رادعة تقلل من هذه التصرفات التي باتت مهددة للرياضة والرؤية السامية بل وأصبحت ذات قلق بشأن بعض اللاعبين الأجانب. نحن جميعاً لدينا ميول كروية وتحيز لبعض اللاعبين ولكننا نسعى للمنافسة الشريفة والتحديات التي من خلالها نرسل رسالة سامية وأخلاقية عن مجتمعنا وقيمنا الإسلامية عبر هؤلاء اللاعبين لنثبت للعالم أننا أصحاب قيم ثابتة وقادة عظماء ورؤية قوية. لذلك لا بد من نشر الوعي الجماهيري خاصة عبر منصات الإعلام والحد من التجاوزات على أي لاعب سواء كان محليا أو عالميا منافسا أو غير منافس، فالجميع سواسية أمام الأخلاقيات والتعامل الرياضي.