حين بدأت المملكة الاستثمار في «قطاع الترفيه» بشكل فعَّال وحضاري وحديث تعزيزاً للاقتصاد المحلي؛ بدأت من حيث انتهى الآخرون.. فعقب إنشاء «الهيئة العامة للترفيه»؛ فسحت المجال للجهات الخاصة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي، بهدف إنعاش الاستثمار السعودي في مجال الترفيه، فقنن ذلك الاستثمار بعدة ضوابط وآليات تجعل وجهة المواطن والمقيم السياحية إلى الداخل بدلاً من الخارج. شاهدنا الكثير من مشاريع وبرامج الجذب السياحي؛ مثل: المتاحف، ومعارض الفنون والثقافة، والمراكز العائلية الترفيهية، والمدن المائية، ودور «الأوبرا»، والحفلات الفنية التي سجلت في تاريخ الفن العالمي، إضافة إلى المسارح الفنية التي سُميت بأسماء ممثلين ومطربين سعوديين كبار. أما ما يثلج الصدر؛ فنجاح «الهيئة العامة للترفيه» في استثمار الأموال التي ينفقها أبناء المملكة في الخارج إلى مشاريع محلية، إذ يقدَّر ما كان ينفقه السياح السعوديون سابقاً بأكثر من 500 مليار، خصوصاً أن الهيئة أنشأت الكثير من مراكز الترفيه الجاذبة في إطار خطتها التطويرية لرفع «جودة الحياة»، فأصبحت بلادنا مقصداً عالمياً من السائحين العرب والأجانب. من المتوقع أن تشهد المملكة تدفقات استثمارية غير مسبوقة إلى قطاع الترفيه والقطاعات المرتبطة به، وصولاً إلى مساهمة هذا القطاع بنسبة عالية من الناتج المحلي وخلق مئات الآلاف من الوظائف بحلول العام 2030، إضافة إلى ارتفاع متوقع في قيمة الاستثمارات المخصصة لتطوير البنى التحتية والمشاريع الكبرى المرتبطة بالترفيه. أخيراً.. الترفيه عن النفس يعد من أفضل الطرق لتحسين الذاكرة والتركيز، والحصول على بعض الترفيه بين الحين والآخر يخلص الإنسان من الضغوطات ويساعدك على التخلص من التوتر، كما أنّ الأنشطة الممتعة تقدم لنا أفكاراً ومفاهيم جديدة تعزز التعلم الذاتي.