يعد القطاع السياحي في المملكة أحد أكثر القطاعات الاقتصادية غير البترولية نموا، حيث بلغت إيراداته نحو 211 مليار ريال العام الماضي، مع آمال طموحة بزيادة كبيرة العام الحالي . وطبقا لتقرير مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) حققت الإيرادات السياحية 166.8 مليار ريال نهاية 2016 م لترتفع إلى 193 مليار ريال عام 2017م . كما يعد القطاع السياحي الأكثر قدرة على التوظيف ، ويقدر عدد الوظائف المباشرة وغير المباشرة نحو مليون وظيفة، ومن المتوقع ارتفاعها إلى مليوني وظيفة مباشرة وغير مباشرة، بحلول العام 2023 ، مما يشكل تحولا نوعيا في التنمية البشرية عبر قنوات وآليات التدريب والتأهيل المتخصص للمورد البشرية السعودية . وفي هذا الاطار أطلقت الهيئة العامة للسياحة خطة لتوطين قائمة من المهن القيادية والتنفيذية في القطاع السياحي ورفع معدلها ، كما أصدرت مؤخرا 46 رخصة إرشاد سياحي خلال الربع الأول من العام الجاري، بارتفاع نسبته 8 % ، وبلغ عدد المرشدين السياحيين في المملكة 595 مرشدا في جميع مناطق السعودية وجاءت أعلى ثلاث مناطق، منطقة الرياض بعدد 99 مرشدا يليها جدة ب93 مرشدا سياحيا، وثالثا منطقة الأحساء ب68 مرشدا، فيما يتوزع الباقون على جميع المناطق. وتستعد مناطق المملكة للموسم السياحي الصيفي الذي يمتد لعدة أشهر خلال إجازة نهاية العام الدراسي ، حيث تشهد السياحة الداخلية واقعا جديدا وبرامج تلبي احتياجات السائحين ، في الوقت الذي تتسارع فيه الخطى لإنجاز المشاريع الضخمة والمدن الترفيهية التي ستغير مفهوم السياحة التقليدية إلى عالم من الخيال والأحلام لتضع المملكة في موقع متقدم على خارطة السياحة العالمية والحضارة الإنسانية ، وهي أحد أهم العناصر الأساسية في رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، لاقتصادات مستدام الموارد غير النفطية. وطبقا لتقرير مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) عن مؤشرات السياحة المحلية في المملكة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين ، بلغ إجمالي الرحلات السياحية الداخلية 8.3 ملايين رحلة، بزيادة 4.7 % عن ذات الفترة من العام الماضي ، فيما بلغ إنفاق السائحين القدادمين من خارج المملكة خلال الشهرين 12.5 مليار ريال، بنسبة ارتفاع 13.6 % علما بأن الرحلة السياحية هي مصطلح يعنى به المبيت، وقد يقضي السائح الواحد أكثر من ليلة. وكانت الهيئة الهيئة العامة للترفيه قد نفذت خلال الأشهر القليلة الماضية روزنامة من الفعاليات الدولية والمحلية خلال ، امتدادا لما نفذته العام الماضي من برامج وحفلات بلغت أكثر من 5 آلاف فعالية متنوعة تناسب اهتمامات جميع شرائح المجتمع ، بين فنية وثقافية وموسيقية وفعاليات التعليم بالترفيه وعدد من المهرجانات المختلفة للعائلات والشباب والأطفال. وتستهدف من ذلك خلق فرص ترفيهية شاملة ومتنوعة تتماشى مع المعايير العالمية وإتاحتها في جميع أنحاء المملكة، وتوفير فرص للأفراد والعائلات لتمضية أوقاتا ممتعة ،بالإضافة إلى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتوليد الوظائف في قطاع الترفيه. وضمن الاستثمارات والتنمية السياحية الترفيهية في أنحاء المملكة ، دشن الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة الشرقية حزمة من مشاريع الترفيه التي أعلنت عنها شركة مشاريع الترفيه التابعة لصندوق الاستثمارات العامة ، كإضافة نوعية لهذا القطاع في المنطقة والتي تجعل منها الوجهة الترفيهية الأولى في الخليج ، ومنها المدينة الترفيهية الجديدة على مليون متر مربع ، وكذلك ثلاثة مجمعات ترفيهية في كل من الدمام والخبر والأحساء. وتتسع خارطة الأحلام لمستقبل السياحة الترفيهية والتاريخية ، من خلال مشروعات نيوم وآمالا والبحر الأحمر وجدة داون تاون ، والسياحة التاريخية في العلا. وتعد القدية نموذجاً جديداً لتنمية الأراضي الصحراوية الشاسعة حول المدن السعودية من دون تكاليف مرتفعة مقارنة مع مشاريع عالمية أخرى، في حين يتوقع أن يضيف المشروع قيمة اقتصادية تقدر بنحو 17 مليار ريال سنويا للاقتصاد السعودي ، حيث يستهدف توفير نسبة كبيرة من الانفاق على السياحة الخارجية والذي يقدر بنحو 100 مليار ريال ، ليتم ضخ هذه الوفرة في التنمية وشرايين الاقتصاد الوطني، ما يحقق فرص عمل واسعة للمواطنين والمواطنات. ويحظى مشروع القدية بدعم صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وجاري تنفيذه على مسافة تبلغ 40 كيلومتراً من وسط العاصمة الرياض، ومن المتوقع استقطاب 31 مليون زائر ، كما ستتيح مدينة القدية آفاقا رحبة لاستثمارات القطاع الخاص كقاطرة للسياحة المتطورة في المملكة.