نحتفي في هذا اليوم بذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية، مجسدين معاني الاعتزاز بتاريخ بلادنا الغالية، مجددين الفخر بتراثنا الغني وقيمنا العريقة التي تمتد عبر قرون من الزمن، وهو فرصة نستذكر فيها بدايات هذا الوطن وبطولات الرجال البواسل الذين سهروا على بناء هذا الكيان العظيم، وصولاً لتحقيق الرخاء والازدهار بشتى صوره. نحتفي بالبدايات، حيث نروي صنائع ومآثر القادة، ونستذكر مولد الركائز والأسس والثوابت التي قامت عليها الدولة السعودية، ولم تزل تتوالى منها الإنجازات العظمى والمكاسب الكبرى في مختلف المجالات، نجاحات آلت بهمة قوية وعزم ثابت إلى مكانة غير مسبوقة ومجد يفخر به الحاضر والمستقبل يليق بالمملكة العربية السعودية ومواطنيها حكومة وشعبًا، فهو احتفاءٌ سنوي يتجدد في الثاني والعشرين من شهر فبراير، نحيي فيها هذه الذكرى بحس وطني يعي قيمة المملكة كأرض للأصالة والأمجاد، وعبق التاريخ العظيم الممتد لثلاثة قرون، حملت بين طياتها حكايا السنين وقصص الأزمنة والأماكن التي وُسمت على جبين الوطن بمداد من عراقة ومكانة وسؤدد، بطولات الأئمة وروايات البسالة والشجاعة والحكمة والبصيرة، صور ومشاهد تقف أمام تفاصيلها صفحات التاريخ وأقلام راصديه ورواته على مر العصور. ونحن في هذا اليوم نجدد العهد والوفاء، والعزم على العمل بجد لتحقيق الطموح، وإيصال رسالة التعليم الخالدة في بناء أجيال واعدة قادرة على مواجهة تحديات العصر والمساهمة في تقدم وطننا الحبيب، لقد جاء الاحتفاء ب«يوم بدينا» ونحن نصل - بفضل من الله - بمنظومة التعليم بالمملكة إلى مراحل متقدمة، تؤكد من خلال هذا الكم المتحقق من الإنجازات الرائدة والنوعية الاهتمام المتأصل منذ الجذور بالعلم وروافده، والعمل الجاد على قيام صروح التعليم ومؤسساته بواجبها نحو تعزيز الفكر والمعرفة وتمكين الفرد من بناء المجتمع ونهضة الوطن وتقدمه. خالص التهنئة نرفعها إلى قيادتنا الرشيدة أيدهم الله بمناسبة يوم التأسيس، نحمل معه وعداً يتجدد من الجامعة ومنسوبيها أن نلتزم بالوفاء بذلاً وعطاء وعملاً وإخلاصاً، يصحبه الدعاء الصادق بأن يحفظ المولى مملكتنا من كل سوء لتظل منارة للمجد وإلهامًا لرؤى التأسيس، وأن يسدد خطى الجميع نحو تحقيق الرفعة والريادة للوطن، والعز لشعبه الوفي دائمًا وأبدًا. رئيس الجامعة