شاهد عيان وحده التاريخ.. هو الفيصل عند الحديث عن المجد ومآثر العظماء، وحين التأمّل في البناء وبطولاته، من أين استقت لبناته همتها، وعلى أي أرض في كنف الزمان أنبتت جذورها، وأثمرت فسائلها، حتى بلغت من الشموخ مبتغاها وأملها. وحين يكون الحديث عن مملكتنا الغالية، يقف التاريخ بصفحاته شاهد عيان على منعطفات هامة، وعراقة وأمجاد متأصلة، كان حجر أساسها وركيزتها إقامة الدولة السعودية الأولى عام 1727م، على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله، والذي جاء تخليد ذكراها عبر ما صدر من قرار سامٍ حكيم، باعتماد اليوم الثاني والعشرين من كل عام ذكرى لتأسيس الدولة السعودية، باسم «يوم التأسيس». ذكرى عظيمة وتأكيد جزل للعمق التاريخي الأصيل، والجذور الراسخة المتينة لهذه الدولة المباركة، ووثاق لحمتها الوطنية ما بين قيادة حكيمة وشعب وفيّ، ضمن كيان متماسك القواعد والأركان، مشيّد على أسس متينة وقيم سامية رفيعة، بدءًا من مرحلة التأسيس الأولى، مرورًا بالدولة السعودية الثانية، وانتهاءً بتوحيد المملكة على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود -طيب الله ثراه- تحت مسمى المملكة العربية السعودية، عرس تزهو به الأنفس والمشاعر فخرًا بماضيها، واعتزازًا بحاضرها، وطموحًا تقوده روح وثّابة متطلّعة لرسم مستقبلها، منتشية عبق الإخلاص والوفاء والولاء والانتماء. جاء الاحتفاء بهذه الذكرى تأكيدًا من القيادة الرشيدة، على أن ما تشهده البلاد اليوم من المكانة والسؤدد لهو امتداد لإرث عظيم، خلّفه قادة أجلاء، بنوا بالبسالة والقوة والشجاعة، سيرة عطرة وتاريخا خالدا لهذه الأرض الطيبة، ليكون «يوم التأسيس» إلهاما لقصة مجد تليد يعجز تاريخ الأمم أن يحاكيه، كما جاء أول الاحتفالات متحليا براية «يوم بدينا» كشعار تمتزج فيه جملة من المعاني الجوهرية، ذات البعد الشامل لموروث المملكة الرفيع، لتنعكس من دلالات رموزه البدايات لكل ما نشهده اليوم في هذا العصر الميمون. فيوم التأسيس كان «البداية» ونقطة الانطلاق للبعد الإستراتيجي، في النواحي السياسية والبيئية والمجتمعية، والتي عززت اليوم من موقع المملكة على مستوى العالم كقوة وصناعة قرار، و «بداية» لنظام قوي محكم متين للأمن والأمان، ينعم به شعب المملكة ليضمن لهم رغد العيش على أرضها، ويجعل منها منبرًا يدعو إلى السلام ومكافحة الفساد، و «بداية» لركائز التنمية الشاملة المتسارعة، التي حققت للمملكة مكانتها محليًا وعالميًا، وجعلت منها مصدر إلهام للتغيير والتطور، و«بداية» للقوة الاستثمارية والاقتصادية التي مهدت الطريق للمملكة، لتكون نموذجا عالميا للأمن الاقتصادي وجودة الحياة، و «بداية» لحركة النهضة العلمية وازدهار النشاط الثقافي والمعرفي، باعتبارها مقصد العلم وطلابه على مر التاريخ، لنشهد مراحل الانتقال من دور العلم والساحات والمكتبات، إلى ما نعيشه اليوم من تطور نوعي رائد في منظومة التعليم ومؤسساته، وتنامٍ متزايد لموقع المملكة ضمن المؤشرات العالمية، في ظل ما يحظى به التعليم من رعاية ودعم، من لدن قادة البلاد يقينًا ثابتًا منهم بأهميته، في دعم ممكنات نهضة البلاد وتحقيق مستهدفاتها. وفي هذه المناسبة الغالية -ذكرى يوم التأسيس- أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن جميع منسوبي الجامعة، بالتهنئة الخالصة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وإلى أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وإلى نائب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز، سائلاً الله عز وجل أن يديم على بلادنا أمنها ورخاءها ونموها وازدهارها، فتظل رائدة شامخة أبية، يحفظ لها تاريخ الأمم كيف بدأت، وكيف تبوأت مكانتها اليوم في مقدمة الدول. رئيس الجامعة أ.د.عبدالله بن محمد الربيش معانٍ جوهرية يحمل يوم التأسيس معانيَ جوهريةً تاريخيةً متنوعةً، ومرتبطةً بأمجاد وبطولات قادة الدولة السعودية وشعبها الوفي على مر التاريخ، إنه يوم فخر واعتزاز، نعتز فيه جميعًا بالعمق التاريخي والحضاري والجذور الراسخة للدولة السعودية، وما تحقق من الوحدة الوطنية والاستقرار والأمن، نتيجة الارتباط الوثيق بين المواطنين وقيادتهم. في يوم التأسيس لمملكتنا الغالية، وبمناسبة هذه الذكرى الطيبة العطرة، أتقدم بأسمى عبارات التهنئة والمباركة لقادتنا - رعاهم الله وأيدهم بنصره - الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولجميع أبناء الشعب السعودي العظيم، كما أجدد العهد لقادتنا على الطاعة والمزيد من العمل للسير نحو التّقدّم والنّجاح، أسأل الله رب العالمين أن يديم عز الوطن، وأن تظل رايته خفاقةً مرفوعةً ترفرف عاليًا، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يبارك في قادتنا وأبناء الوطن. وكيل الجامعة المكلف ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د.غازي بن عبدالرحمن العتيبي فخر ووفاء «يوم التأسيس» الفخر يوم بدينا والمجد بين يدينا. في هذا اليوم الثاني والعشرين من فبراير نجدد الولاء، ونكتب بمداد الفخر والوفاء الانتماء لدولتنا وولاة أمرنا، وما نعلنه اليوم ليس بجديد علينا ولا على دولتنا، فقد أعلنها أجدادنا وآباؤنا قبلنا، منذ ما يقارب 300 عام. وفي هذا اليوم نسترجع ونستذكر بكل شموخ وعزة إعلان الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- انطلاق دولة الأصالة والمبادئ الدولة السعودية الأولى، ولسان حالنا يقول: نحن مع دولتنا في الماضي والحاضر، نعمّر وطنًا جمعوا شتاته ومهدوا دروبه تحت راية التوحيد. وعظم هذه الذكرى على قدر عظم أثرها، فما بذله قادة هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها إلى هذا اليوم، من جهود في سبيل الحفاظ على مقدرات هذا الوطن المعطاء، لهو محل تقدير وامتنان من شعبها، الذي شهد ولا يزال يشهد مسيرة الإنجازات والتحوّلات العظيمة التي شكّلت صورة التقدم الحضاري، الذي نلمسه اليوم، ونفخر بالحضارة التي أصبحت هويّة بارزة لنا، لقد وضع حكامنا لنا في جبين المجد شامة، وجعلونا نتبوأ بين الأمم أعلى مكانة، فاستدارت أنظار العالم إلى وطننا كنموذج يحتذى به في كريم الأخلاق، وصدق الوفاء بين الحاكم والمحكوم، فما جار الحُكام على شعبهم وما خان الشعب حكامه منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى إلى يومنا هذا، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على عمق الوعي وسداد الرأي من الحاكم والمحكوم، فالجميع يدرك أن وحدة الصف والتحام المجتمع واجتماع الكلمة من أهم عوامل استقرار المجتمع ورفاهيته، ونمائه وتطوره، وهي المعين لمواجهة التحديات والصمود في معترك المتغيرات، التي تحيط بدول العالم أجمع. ولله در من قال: كونوا جميعاً يا بنيَّ إذا اعترى خطب ولا تتفرقوا آحاداً تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت أفراداً ونحن في هذا اليوم نتعاهد بأن نسعى لاستمرار نهضة وطننا وتقدمه، ولكلٍ منّا سعيه ودوره الذي يرسم من خلاله المستقبل المشرق لهذا الوطن العزيز. فإن خضت مضمارًا فكن بطله، وليكن اسمك حياً على هذه الأرض التي تحيا وتتنفس بسعي حكّامها وشعبها. دمت شامخا يا وطن... دمت عزيزا يا مهبط الوحي وقبلة. وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي أ.د.فهد بن أحمد الحربي تاريخ مجيد وقصة وطن إنه «يوم التأسيس»، اليوم الذي انبلج فيه فجر جديد على الأمة الإسلامية والعالم، فجر قادَ الجزيرة العربية إلى حدث عظيم، تجسد في وحدة أبناء هذه المنطقة بعدما عانت لعقود طويلة من ويلات الفرقة والشقاق والنزاعات. هو «يوم التأسيس»، الذي أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمره الكريم، باعتماده في 22 فبراير من كل عام، للاحتفال بتأسيس الدولة السعودية الأولى منذ ثلاثة قرون، على يد الإمام محمد بن سعود، ليكون بمثابة تأكيد من القيادة «حفظها الله»، على رسوخ هذا الوطن العظيم وتاريخه المجيد المُمتد لأكثر من 300 عام. ومما لا شك فيه، ان الاحتفال بذكرى «يوم التأسيس»، يرسم ملامح واضحة للارتباط التاريخي والمعرفي لتاريخ وحضارة هذا الوطن الكبير، وتهيئة الفرصة للأحفاد، لاستحضار تضحيات الآباء والأجداد، وما واجهوه من تحديات في سبيل بناء وطن العزة والشموخ. لقد تشكلت المملكة بتاريخها العظيم، من خلال وحدة أبناء الجزيرة العربية، فانتقلت من الدولة السعودية الأولى إلى الدولة السعودية الثانية، على يد مؤسسها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وصولاً إلى الدولة الثالثة التي وحدها وجمع شملها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» ؛ لتتواصل مسيرة البناء والنمو والتقدم الحضاري، بقيادة الملوك البررة «رحمهم الله»، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله»، الذي حققت خلاله كل قطاعات الدولة ومؤسساتها بشكل عام، ومن بينها قطاع التعليم الأكاديمي والجامعات بشكل خاص، ومنها جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، إنجازات وقفزات كبيرة، ونحن في الجامعة وانطلاقاً من مستهدفات وخطط رؤية المملكة 2030، نسعى إلى تحقيق تطلعات الوطن وقيادته، من خلال خلق بيئة مثالية للتعليم الجامعي، لتخريج كفاءات وطنية مميزة، تساهم في بناء مستقبل المملكة المستند على تاريخها، للوصول بها إلى «هام السحاب»، إضافة إلى نقل المعرفة وتوطينها خدمة لنمو الاقتصاد الوطني. وفي الختام، أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأسأل الله العلي القدير أن يحفظهما ويحفظ مملكتنا الغالية، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار. مدير عام العلاقات العامة والإعلام الدكتور/ طفيل بن يوسف اليوسف