بعد نفي القاهرة في بيان رسمي أصدرته الرئاسة أمس (الجمعة) بشأن ادعاءات الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي قال فيها إن القاهرة هي التي أغلقت معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، أكد مصدر مصري قريب من الملف الفلسطيني أن إسرائيل هي التي ساقت أمام محكمة العدل الدولية تلك الادعاءات الباطلة، وهي ادعاءات ما زالت مستمرة حتى اليوم. وقال المصدر إن إسرائيل تخطط لإنهاء وجود الحياة نهائياً في مدينة خان يونس، والدفع بسكان المدينة نحو مدينة رفح الفلسطينية، الموجود بها حالياً نحو مليون نازح، تمهيداً للدفع بهم للتهجير القسري نحو رفح المصرية، وهو أمر لا يزال قائماً ومخططاً له بعناية، بل يمثل الهدف الأكبر لحكومة تل أبيب في حربها الدائرة التي دخلت شهرها الخامس، خصوصاً في ظل استمرار الآلة العسكرية بقتل الضحايا. وحذر المصدر في تصريحات إلى «عكاظ» من أن الأيام القادمة حبلى بالكثير من الأحداث، أخطرها حال استمرار الحرب هو خطة عملية الإبادة لسكان جنوبغزة، والدفع بالفارين من الحرب نحو الحدود المصرية، في محاولة لتنفيذ هجوم بري على حماس بزعم وجودهم في تلك المنطقة الحدودية، واتهام القاهرة مرة أخرى بالمزاعم نفسها، برفض دخول المساعدات واستقبال النازحين، وهي أحداث دفعت مصر إلى المزيد من إجراءاتها الأمنية على الحدود، من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم، وهي مساحة 14 كيلومترا، وبالتالي مدينة رفح سواء في مصر أو فلسطين باتت في حالة ترقب بشأن المرحلة القادمة من الحرب الإسرائيلية البشعة على قطاع غزة. وحول مسار تلك الأحداث، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور رضا فرحات إن ما صرحت به الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة نتنياهو بدخول رفح سيوسع دائرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أنه يأتي عكس اجتماع باريس الأمني الذي عقد أخيراً بحضور أطراف من مصر وقطر وأمريكا وإسرائيل، بل ووصل الأمر إلى أن الوفد الأمني الإسرائيلي هو من طلب إنهاء الحرب، وسرعة تبادل صفقة الأسرى بين الجانبين. وأشار إلى أن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب بل إطالة أمد وجودها، وهو ما يهدد السلم والأمن القومي في المنطقة، موضحاً أن هناك دعاوى في مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد جنود من قوات الاحتلال يقومون باعتداءات في الضفة الغربية، لافتاً إلى أن الجانب الأمريكي يتحمل المسؤولية الكاملة عما وصل إليه نتنياهو من تحدٍ. وأضاف الدكتور فرحات ل«عكاظ» أن مصر بريئة من غلق المعبر منذ اللحظة الأولى لشرارة «عملية طوفان الأقصى»، بل إن إسرائيل هي التي قامت بالاعتداءات على المعبر، وما أعلنت عنه دول العالم بخروج مواطنيها من قطاع غزة بالتوجه إلى معبر رفح والعودة إلى بلادهم. وأبان بأن القاهرة اتخذت قراراً شجاعاً في ذلك الوقت، بعدم إخراج مزدوجي الجنسية إلا بعد دخول المساعدات إلى قطاع غزة، متسائلاً: كيف تقطع القاهرة المساعدات وهي التي أجبرت تل أبيب وأمريكا والغرب على ضرورة دخول المساعدات الإنسانية؟ وبين أستاذ العلوم السياسية أن كل المنظمات الدولية والمسؤولين زاروا من قبل المعبر الذي يعمل وفق اتفاقية المعابر بالشراكة بين الإدارتين الفلسطينية والمصرية، مشدداً على أن مصر ستظل داعمة وبقوة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولن تتراجع مع أشقائها العرب عن مساعيها في إقرار السلام بالمنطقة، محذراً من أي تهجير قسري ووقوع مجازر مروعة يذهب ضحيتها الآلاف، بالنظر لازدحام محافظة رفح بالنازحين.