مع اقتراب الحرب على غزة من نهاية شهرها الرابع، لاتزال «الصفقة الجديدة» بشأن الهدنة وتبادل الأسرى تراوح مكانها، فيما تتجه الأنظار إلى جبهة جنوبلبنان، بعد أن هددت إسرائيل بتحرك قريب على ساحة المواجهة مع «حزب الله». ووسط مخاوف من انفجار الموقف برمته في المنطقة، يرجح مراقبون اشتعال الجبهة اللبنانية، في أعقاب إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الجيش الإسرائيلي «سيتحرّك قريبًا جدًا» عند الحدود مع لبنان، إذ تتبادل قوات الاحتلال القصف بشكل شبه يومي مع الحزب اللبناني. ليس هذا فحسب، بل إن الوزير الإسرائيلي قال بأن الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة سيغادرون المنطقة للانتقال إلى الشمال. وقال «سيتحرّكون قريبًا جدًا، وستُعزز القوات في الشمال»، لافتا إلى أن جنود احتياط سيتركون مواقعهم استعدادًا لهذه العمليات المستقبلية. وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل 7 أكتوبر تبادلاً للقصف بين القوات الإسرائيلية وحزب الله الذي يزعم أنه يتحرّك دعمًا ومساندة لحماس. وفي الوقت الذي يتفاقم التوتر في هذه الجبهة، وسط مخاوف حقيقية من انفجارها في أية لحظة، تبدو فرص التوصل إلى هدنة جديدة في غزة ضعيفة، رغم حديث الوسطاء عن وجود تقدم بعد قمة باريس المخابراتية. وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، أعلن عقب لقاءات مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين ومصريين أنه سيتم قريبا عرض مقترح على حماس يتناول وقف القتال في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن. وقال إن الاجتماعات أسفرت عن إطار لهدنة مرحلية يطلق بموجبها سراح الرهائن النساء والأطفال أولاً، مع دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، إلا أن المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، طاهر النونو، قال لوكالة «فرانس برس»: «نتحدث أولًا عن وقف إطلاق نار شامل وكامل وليس عن هدنة مؤقتة»، مشددا على أنه حين يتوّقف القتال يمكن بحث باقي التفاصيل. ميدانياً، تشهد مدينة خان يونس جنوبيغزة، معارك عنيفة، وتحدثت مصادر عن معارك في الشمال في مدينة غزة التي أصبحت ركاما في أجزاء كبيرة منها ونزح منها مئات الآلاف من السكان. وارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب إلى 26637 قتيلا، غالبيتهم من النساء والأطفال. ولايزال التوتر على أشده بالضفة الغربية، وقتلت قوة إسرائيلية خاصة، اليوم (الثلاثاء) 3 فلسطينيين بينهم شقيقان، داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين. وكشفت مصادر فلسطينية أن نحو 10 أشخاص من القوة الإسرائيلية الخاصة تنكروا في زي أطباء والممرضين وتسللوا إلى داخل المستشفى وقتلوا الفلسطينيين الثلاثة باستخدام مسدسات كاتمة للصوت. وعقب الإعلان عن الحادثة، دعت القوى الوطنية إلى الإضراب والنفير العام في جنين.