يشهد معرض جدة الدولي للكتاب؛ الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في (سوبر دوم جدة)، تسابق 1000 دار نشر محليةٍ، وعربية، ودولية موزعة على 400 جناح لعرض إصداراتها في عُرس أدبي لافت، وفي حراك ثقافي فريد يمتزج بعشرات الأنشطة كالندوات والجلساتِ الحوارية، والأمسيات وركن المؤلف السعودي، فيما يُقدم جناحُ الطفل فعالياتِه الممزوجةَ بالتعلم والاستمتاع وتُسجِّل مبادرة (عام الشعر العربي) حضورَها في المعرض بفعاليات متعددة. واستهل المعرض فعاليته الثقافية بندوة حوارية حول (جمالية النقد الأدبي)، شاركت فيها الدكتورة سميرة الزهراني، إلى جانب الدكتور محمد الشحات، وأدارها الدكتور ماجد الزهراني، وناقش متخصصون في أدب الطفل والذكاء الاصطناعي، عبر ندوة حوارية عن إمكانية توظيف الذكاء في صناعة كتب الأطفال، وشارك فيها الكاتب الأردني سنان صويص، إلى جانب المتخصص في الذكاء الاصطناعي الدكتور أنس الغامدي، والناشر الكويتي محمد جراغ، وأدارها محمد با سلامة. الخيال وفن القصة عن الخيال وفن القصة، أقيمت ندوة حوارية تناولت أبرز فنون كتابة القصة وعوامل الجذب، وتعريف الخيال في القصة وموطنه الفلسفي، شارك فيها الكاتب الروائي أسامة المسلم والمساعد في كلية الحاسبات بجامعة الملك عبدالعزيز هناء نمنكاني. وفي التجوال على أروقة العرض يقف المشاهد على مآثر هيئة التراث التي تقدم محتوى معرفياً عن جهودها في حفظ التراث الوطني بجميع أشكاله، ويعرض مجموعة من المستنسخات الأثرية لتعريف الزوّار بما تحتضنه المملكة من كنوز ثقافية وتراثية تمتد لآلاف السنين. وفي جناح آخر ناقش متخصصون في الأدب والنشر في ندوة (تراث الأجيال للأطفال)، عدداً من الأفكار الخلّاقة التي تضمن استدامة الإرث التاريخي للمملكة بمشاركة أستاذة الأدب العربي الدكتورة وفاء السبيّل والمؤلف المسرحي فهد الحوشاني وصاحبة دار «كادي ورمادي» ثريا بترجي. عرض الملاذ الأخير شهد المعرض عرض مسرحية (الملاذ الأخير)، بطولة الفنان إبراهيم الحجاج والفنان محمد جميل، على مسرح روشن، وكان محبو الشعر على موعد مع أمسية للشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة الفائز (بجائزة البابطين) للإبداع الشعري، قدمتها نوال الرشيدي وسردت سيرة خوجة وأتاحت الفرصة بعد ذلك لفارس الأمسية للبوح بأجمل قصائده. معجم المصطلحات و«السنبوك» قدم عدد من الكتَّاب السعوديين تجاربهم العملية بإصدار كتاب حمل عنوان (معجم المصطلحات الإدارية في المملكة) لعدد من المؤلفين الدكتور محمد بن ناصر باصم، وعلي بن يحيى الغامدي، والدكتور عبدالله بن علي النهدي، وشاكر بن عبد الإله علام، ومحمد بن زويد العتيبي، وياسر بن عبدالله سرحان. فيما وقّع الشاعر والكاتب عبدالعزيز حسين الغامدي كتابه الجديد (السنبوك)، في طبعته الثانية. وتطرقت ندوة (مركز الأبحاث وصناعة القرار في العالم العربي)، النقاط الأساسية التي يمكن لمراكز الأبحاث الاعتماد عليها في سرد تقاريرها البحثية بمشاركة المدير العام لمؤسسة الفكر العربي الدكتور هنري العويط. حكايا نجيب محفوظ رأى كُتّاب سير ذاتية ومتخصصون أن لكل منا سيرة ذاتية تستحق أن تكتب وتوثق، والسؤال كيف تُروى؟ جاء ذلك ضمن ندوة نظمها المعرض بعنوان (كتابة السيرة الذاتية)، أحياها الدكتور حمزة المزيني، والدكتور حمد البليهد، والدكتور عبدالله الحيدري، وأدار دفة حوارها الدكتور سعيد الدحية الزهراني. أما حكايا نجيب محفوظ فقدمها الدكتور محمد إسماعيل، وأدارها الدكتور إبراهيم الفريح، التي أكد فيها أن نجيب محفوظ يستحق القراءة ليس مرة بل مرات عديدة. ندوة الميثاق العمراني حظي الزوار بفرصة الاطلاع على تفاصيل ميثاق الملك سلمان العمراني، في ندوة حوارية تقاسم الحديث فيها متخصصون معماريون؛ طه الأنديجاني، الدكتورة نورا غبرة، فهد اللويحان، وأدارها سلطان البدران؛ حيث سلط الأنديجاني الضوء على الميثاق؛ كونه يحمل قيماً ومفاهيم مؤصلة في كل مرحلة من مراحل العمران، متوائمة مع البعد الإنساني، ومتسقة مع الفئة الموجه إليها، مؤكداً أن التصميم ليس أمراً ثانويّاً، بل هو أساس يتسق ويتلاءم مع العيش ومحورية الإنسان. وشددت الدكتورة غبرة على أهمية عنصر الاستدامة والابتكار، موضحة أن الميثاق يشتمل على عناصر ترسّخ الاستدامة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وكيف تكون عمارتنا مستدامة، مضيفة أن الابتكار هو الجامع لجميع العناصر التي تقوم عليها العمارة، وحاجتنا لجانب الابتكار ضرورية، وتستوجب شراكات متبادلة للوصول لحلول ابتكارية مناسبة وصالحة ومستدامة، ومحاولة إعادة الإرث القديم في العمارة.