كثفت السعودية حراكها الدبلوماسي العالمي لنجدة المدنيين الفلسطينيين من العدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من شهر. وقال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أمام قمة افتراضية عقدها تكتل «بريكس» أمس، إن ما تشهده غزة من جرائم وحشية في حق المدنيين الأبرياء، وتدمير المنشآت والبنى التحتية، بما فيها المنشآت الصحية ودور العبادة، يتطلب القيام بجهد جماعي لوقف هذه الكارثة الإنسانية. وأضاف أن السعودية طالبت بوقف العمليات العسكرية فوراً، وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين. وأشار إلى قرار القمة الاستثنائية العربية الإسلامية، التي عقدت في الرياض أخيراً، إدانة هجمات العدو الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفض تبريرها تحت أي ذريعة، وأن يتم بشكل فوري فرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية، ورفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وإدانة تدمير إسرائيل للمستشفيات في القطاع، ومطالبة جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر لإسرائيل، والبدء بالتحرك لبلورة موقف دولي حيال العدوان على غزة. والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة لتحقيق سلام دائم وشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة. وشدد ولي العهد على أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين. وواصلت لجنة وزراء الخارجية الذين أوفدتهم القمة الاستثنائية العربية الإسلامية جولتها أمس لحشد التأييد لوقف النار في قطاع غزة، والسماح بممرات إنسانية للمدنيين المنكوبين هناك. وبعد زيارة لبكين، أجرت اللجنة -التي يقودها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان- محادثات في موسكو أمس؛ في سياق الجولة التي تشمل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وستزور اللجنة لاحقاً كلاً من الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا. ودعت اللجنة في بكينوموسكو إلى وقف فوري للنار. وهدفها الأكبر هو إقناع الدول الخمس بإنعاش مفاوضات «حل الدولتين»، في إطار دولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدسالشرقيةالمحتلة. وفيما استمرت الغارات الوحشية على مناطق القطاع أمس؛ أعلن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أن التوصل إلى اتفاق لإطلاق 50 رهينة تحتجزهم حماس بات وشيكاً. ويتضمن الاتفاق هدنة إنسانية تستمر أياماً عدة. وذكرت «رويترز» أمس، أن الاتفاق يقضي بأن تقوم إسرائيل في المقابل بإطلاق الأسيرات الفلسطينيات والأطفال الذين تحتجزهم في سجونها. ونقلت «رويترز»، عن مصدر مطلع قوله: أمس، إن اللجنة التي يقودها الأمير فيصل بن فرحان ستلتقي رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الأربعاء). واستمرت أمس وحشية القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، مع استمرار إخلاء المرضى والنازحين من المستشفى الإندونيسي في غزة. ولم تعثر إسرائيل حتى الآن على مقرات قيادة حركة حماس، ولا على الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس منذ 7 أكتوبر الماضي. وحذرت «أسوشيتدبرس» أمس، من أنه فيما تتركز أنظار العالم على القتل والدمار في غزة؛ تشهد الضفة الغربية حرباً أخرى؛ إذ أغلقت إسرائيل مناطق الضفة الليل قبل الماضي، وأغارت على عدد من البلدات، وفرضت حظراً للتجوال، واعتقلت شباناً فلسطينيين تم ضربهم وتعذيبهم. كما سمحت القوات الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام قرى الضفة، وترويع سكانها. أنظار العالم على القتل والدمار في غزة أعلنت الأممالمتحدة أن مستوى العنف الإسرائيلي في الضفة الغربية بلغ مستوى غير مسبوق. وقالت السلطات الصحية في رام الله إن المستوطنين اليهود قتلوا 9 فلسطينيين خلال 6 أسابيع، ودمروا أكثر من 3 آلاف شجرة زيتون، وأجبروا أكثر من 900 فلسطيني على النزوح من قراهم. وعلى الصعيد الدبلوماسي، استدعت إسرائيل أمس سفيرها من جنوب أفريقيا ل«إجراء مشاورات»، قبل انعقاد جلسة لبرلمان جنوب أفريقيا ليل (الثلاثاء)، للتصويت على اقتراح بإغلاق السفارة الإسرائيلية. وكان الرئيس سيريل رامافوزا قال إن بلاده تعتقد بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة. ويتضمن المقترح البرلماني قطع العلاقات مع إسرائيل إلى حين موافقة إسرائيل على وقف النار. وكانت جنوب أفريقيا أعلنت الأسبوع الماضي أنها أحالت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية. وطالب مجلس وزراء جنوب أفريقيا (الإثنين) المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أمر للقبض على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. وفي سياق متصل؛ عقد قادة دول مجموعة «بريكس» أمس (الثلاثاء)، قمة عبر تكنولوجيا الاتصال المرئي للبحث في النزاع في غزة. وشارك في القمة الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بنغ. وتضم المجموعة البرازيل، وروسيا، والصين، والهند، وجنوب أفريقيا. وعلى صعيد آخر؛ أعلن الرئيس التركي رجب أردوغان، عقب اجتماع لمجلس وزرائه في أنقرة (الإثنين)، أن تركيا لن تسمح بأن يتم إسقاط الأسلحة النووية الإسرائيلية من بنود السياسة العالمية. وعزا التأييد الأوروبي لإسرائيل إلى شعور أوروبا بالعار من ارتكاب المحرقة اليهودية (الهولوكوست). وأضاف أن العار من الهولوكوست جعل الزعماء الأوروبيين رهينة.