سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وقف تزويد القطاع بالوقود وتهديد بقطع الماء والكهرباء ... واولمرت يصل الى نيويورك . اسرائيل تبدأ مشروعها للفصل بين الضفة والقطاع : دعم اقتصادي لعباس وإعداد لعملية واسعة في غزة
شرعت إسرائيل في ترجمة مشروعها للفصل بين قطاع غزةوالضفة الغربية بإعلانها رسمياً دعمها "حكومة الطوارئ" الفلسطينية اقتصادياً، في موازاة قرار بوقف تزويد قطاع غزة بالوقود وتهديدات بوقف إمداد القطاع بالكهرباء والماء. في غضون ذلك، أكدت تصريحات مسؤولين كبار ان الجيش الإسرائيلي يعد العدة لعملية عسكرية واسعة في القطاع"للقضاء على حكم حماس"على أن يختار التوقيت الملائم لشنها. وكان رئيس الحكومة ايهود اولمرت بلّغ الصحافيين المرافقين له في زيارته الحالية لواشنطن ان إسرائيل ستعترف بالحكومة الفلسطينية التي شكلها الدكتور سلام فياض وستتعاون معها بصفتها شريكاً. وقال إنه في إعقاب ما حصل في قطاع غزة"نشأت فرصة حقيقية لم نعرف مثلها منذ سنوات"، مؤكداً انه ينوي"العمل بكل قوة لاغتنام هذه الفرصة". وكان اولمرت يعني تشكيل حكومة من دون ان تضم وزراء من"حماس"، وقال:"إننا بصدد سلطة أخرى متغيرة لم تعد حماس جزءاً منها"، مضيفا ان الصورة"التي كانت واضحة لنا أصبحت أكثر وضوحاً الآن وللجميع"، وان"تشكيل حكومة خالية من وزراء حماس سيسهل على الفلسطينيين الذين تخلصوا من حكومة نصفها إرهابي". الافراج عن اموال وأفادت الإذاعة العبرية ان إسرائيل قررت رسمياً الإفراج عن جزء جدي من نحو 700 مليون دولار تحتجزها منذ صعود"حماس"إلى الحكم، وان اولمرت قد يعلن رسمياً تحرير نصف هذا المبلغ في المؤتمر الصحافي الذي يعقده مع الرئيس جورج بوش بعد لقائهما في البيت الأبيض غداً. وأضافت ان"سبل تعزيز مكانة الرئيس محمود عباس أبو مازن ستكون في صلب لقاء اولمرت مع بوش، فضلاً عن الملف الايراني والتطورات في لبنان والموقف من سورية". وزادت ان الرئيس الأميركي سيطالب ضيفه باتخاذ إجراءات فعلية على الأرض تثبت نيات إسرائيلية حقيقية للتعاون مع عباس و"حكومة الطوارئ"، مثل إزالة الحواجز العسكرية في الضفة الغربية وإطلاق أسرى فلسطينيين لبث رسالة للفلسطينيين تقول ان حياتهم ستتغير في حال اختاروا طريق السلام. من جهته، سيطالب اولمرت الأميركيين بممارسة ضغط على الرئيس الفلسطيني ليواصل القطيعة التي أعلنها مع"حماس"وعدم الرضوخ لضغوط للمصالحة معها"وعندها سترفع القيود". إلى ذلك، أفادت الإذاعة ان اولمرت عدل عن اقتراحه استقدام قوات متعددة الجنسية للقطاع بعد أن بلغته معارضة مصر و"حماس"على السواء. وقالت أوساط قريبة منه ان إسرائيل لا تريد بحث استقدام مراقبين دوليين لن يكون من صلاحياتهم منع تهريب الأسلحة بالقوة. ويبدو ان اولمرت تبلغ رسمياً معارضة مصر لقوات دولية على حدودها خلال الحديث الهاتفي الذي أجراه أول من أمس مع الرئيس حسني مبارك. وبحسب"يديعوت أحرونوت"، فإن اولمرت قال للرئيس المصري ان ثمة أمراً ايجابياً من الفلتان الحاصل في القطاع يتمثل في نشوء فرصة لتقوية المعتدلين في المعسكر الفلسطيني من خلال الإفراج عن الأموال التي تحتجزها إسرائيل للسلطة الفلسطينية. ورغم تأكيدات صادرة عن اولمرت بأن إسرائيل ستواصل تزويد القطاع بالمياه والكهرباء وخدمات طبية وتمكين منظمات حقوقية دولية من نقل مواد تموينية ومساعدات إنسانية للقطاع، أعلنت شركة"دور ألون"الإسرائيلية التي تزود الوقود لقطاع غزة منذ عام 1994، وقف عملها بعد أن نسقت الأمر مع الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع بداعي فقدانها الاتصال مع الفلسطينيين المسؤولين عن عملية نقل الوقود من إسرائيل إلى القطاع، فيما أعلن وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعيزر انه سيعقد بعد غد اجتماعاً خاصاً في وزارته لبحث مواصلة تزويد القطاع بالماء والكهرباء. وقال للإذاعة العسكرية إنه يجب وقف كل المساعدات والمعونات للقطاع، مضيفا:"سأوقف كل شيء إلى حين معرفة ما يدور هناك. بكل بساطة، يجب تعميق الفصل بين غزة والضفة وإغلاقهما بشكل كامل على أن يبقى المنفذ الوحيد للقطاع معبر رفح الحدودي"باتجاه مصر. وقال بن اليعيزر إن إسرائيل ستواصل فرض عزلة كاملة على قطاع غزة"لتجنب امتداد تأثير حماس الى الضفة"، وأنها في المقابل ستواصل تقديم"أقصى حد من المساعدة"لدعم عباس من خلال رفع كل حواجز الطرق في الضفة والإفراج عن الأموال المترتبة علينا للفلسطينيين وتفكيك المستوطنات العشوائية. من جهته، أشار نائب وزير الدفاع افرايم سنيه إلى أن إسرائيل سمحت للعشرات من أعضاء"فتح"في القطاع"الذين كانوا سيتعرضون للقتل لو عادوا إلى منازلهم"بالانتقال إلى الضفة. " وكانت صحيفة"يديعوت احرونوت"أفادت في هذا السياق ان السلطة الفلسطينية قدمت لإسرائيل قائمة بأسماء الشخصيات"الفتحاوية"المعنية بإخراجهم من القطاع. وقالت ان القائمة المسماة"قائمة أبو مازن"شملت مئات الأسماء، وان إسرائيل تجاوبت مع طلب السلطة. وكتب المعلق العسكري في الصحيفة اليكس فيشمان أن"الغزيين الذين أرادت إسرائيل إخراجهم من القطاع غادروه منذ أيام"، وان جهاز الأمن العام"شاباك"أخرج من القطاع جميع"المتعاونين"معه قبل أن يتعرضوا للسوء من عناصر"حماس"، خصوصاً بعد أن وضعت الحركة يدها على وثائق ومستندات في مقار أجهزة الأمن الفلسطينية المختلفة. إلى ذلك، قال سنيه إن إسرائيل ستعمل على خلق"فصل ايجابي"بين القطاع والضفة من دون ان تتسبب في أزمة انسانية في القطاع. وأضاف ان إسرائيل لا تعتزم قطع الكهرباء والماء عن القطاع"لكن تزويد الوقود هو مسألة تجارية صرفة". وزاد ان المطلوب من إسرائيل تقديم الدعم للسلطة في الضفة للحيلولة دون أن تشهد تطورات كالتي حصلت في القطاع، مضيفا انه يجب تمكين السلطة من دفع رواتب موظفيها وتشجيع الاستثمار في المناطق الصناعية في الضفة. من جهته، اختلف رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية تساحي هنغبي مع رئيس حكومته حول"الفرصة الناشئة"بعد أحداث القطاع، وقال إنه لا يرى أي فرصة مغرية، سياسية أو أمنية. وأضاف انه رغم تأييده تحرير أموال للسلطة"لأنها أموال فلسطينية"، لكنه لا يرى ان الأمر سيغير جذريا موازين القوى في الشارع الفلسطيني. وتابع:"لم يكن لرئيس السلطة وزن فعلي قبل أحداث غزة فكم بالحري الآن... لا مكانة له... إنه ليس قادراً على ان يكون شريكاً حقيقياً... يمكنه أن يكون رئيس بلدية لرام الله او نابلس أو الخليل... ليس في وسعه أن يقدم شيئاً لإسرائيل يمكن أن يتطور إلى تسوية حقيقية مع الفلسطينيين". وتابع انه لا يرى ان عباس ورجالاته قادرون على الصمود في الضفة لوقت طويل من دون وجود الجيش الإسرائيلي"لأنه في نهاية الأمر ستكون الغلبة للجهاد وحماس في الضفة بفضل إصرارهما وعزيمتهما". وأضاف:"لا أرى في المستقبل القريب تغييرا استراتيجياً في كل ما يتعلق بمواصلة إسرائيل احتلال الضفة... ولا أرى نهضة لمنظمة التحرير وفتح بوضعهما الحالي. لقد انهارت فتح وليس لدي أي شفقة أو تعاطف على مآل محمد دحلان ورفاقه الذين يدفعون اليوم ثمن رعايتهم لعشرات السنين العنف والكراهية والتحريض في المجتمع الفلسطيني. جميعهم عظّم أسطورة الاستشهاد والجهاد والقتل كوسيلة مشروعة... عندما كان نتاج هذا التحريض دماً يهودياً وزعوا هناك الحلوى، واليوم عند توجيه هذه الكراهية والتطرف نحوهم لا ينبغي عليهم إلا لوم أنفسهم". إسرائيل لن تسلم بسيطرة"حماس" وحذر هنغبي من الانجرار وراء عملية برية واسعة في القطاع"في هذا الوقت"، وقال:"علينا حشد كل قدرات الجيش وطاقاته وان تكون متأهبة لتهديدات أكبر مثل ايران وسورية وحزب الله". وزاد:"لكن عاجلاً أم آجلا ستضطر إسرائيل الى القيام بعملية عسكرية شاملة ضد القاعدة الايرانية على حدودنا في الجنوب. علينا أن نقرر متى تستوجب مصلحة إسرائيل عملية كهذه وعدم الانجرار إليها بناء لتطورات تحصل". على الصعيد الأمني، أعلن الجيش ان قواته على الحدود مع قطاع غزة في حال تأهب لمواجهة كل الاحتمالات وأنه تم تشديد الحراسة على المعابر الحدودية. ونقلت الإذاعة العبرية عن أوساط أمنية رفيعة قولها إنه يجب خلق وضع"لا يكون فيه وجود للكيان الحماسي لأنه يحول دون أي فرصة للسلام". ووفقاً لهذه الأوساط، فإن المؤسسة العسكرية في إسرائيل لم تتفاجأ من التطورات في غزة"لكنها حصلت بسرعة غير متوقعة، تماماً كما كان مفاجئاً انهيار فتح بهذه السرعة من دون مقاومة". وأضافت ان قيادة"حماس"في دمشق لم تخطط لأن تؤول الأحداث إلى ما آلت عليه، وترى ان ما حصل يجهض مخططها لفرض هيمنتها على الضفة، إزاء قرار إسرائيل"الفصل السياسي والجغرافي"بين القطاع والضفة. على صلة، نقلت صحيفة"صاندي تايمز"اللندنية عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن وزير الدفاع الجديد ايهود باراك يخطط لشن حملة عسكرية على قطاع غزة يشارك فيها 20 ألف جندي تهدف إلى"القضاء على قدرات حماس العسكرية خلال أيام". وأضاف أن ذريعة الحملة ستكون استمرار إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل أو تجدد العمليات الانتحارية داخل"الخط الأخضر". ونقلت عن مصدر قريب من باراك ان إسرائيل لا يمكنها التسليم بدولة"حماستان"على حدودها الجنوبية، وأن"حملة عسكرية تبدو حتمية". وقال زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو معقباً على الخبر ان إسرائيل"لن تسلم لوقت طويل بالواقع الناشئ في غزة. المطلوب الآن تطويق غزة من دون التحرك الفوري، إنما إعداد الوسائل الصحيحة والاستعداد لعملية سحق حماس لأنه اذا أتحنا لهذا السرطان الانتشار في غزة، فسيصل في نهاية المطاف إلى الضفة". وأضاف ان العبرة الأولى من أحداث القطاع تتمثل في وقف الانسحابات الإسرائيلية الأحادية"التي حطمت قدرات الردع الإسرائيلية وجاءت بالنتائج التي نراها اليوم"، ما يعني برأيه وجوب بقاء الجيش الإسرائيلي في أنحاء الضفة. وأيد أن تقدم إسرائيل مساعدات لرئيس السلطة،"لكن يحظر التوصل إلى اتفاقات سياسية مع الفلسطينيين في غياب شريك قوي وحقيقي".