أجمع محللون مصريون على أهمية القرارات الصادرة عن قمة الرياض غير العادية، مشددين أنها أكدت وحدة الموقف العربي - الإسلامي في مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. ولفت الخبراء إلى أن القرارات بحجم المأساة التي تواجه قطاع غزة، إذ إنها فرضت كسر الحصار وإدخال المساعدات، ووقف الحرب، والسعي الجاد إلى السلام العادل والشامل، وإضافة إلى ذلك فضحت ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع القضايا العربية خصوصاً القضية الفلسطينية. وهو ما أكده مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور محمد فايز فرحات، الذي وصف قرارات القمة ال 31، بأنها نقلة نوعية إذا ما تمت مقارنتها بالبيانات السابقة الصادرة عن الجامعة العربية في الأعوام الأخيرة، خصوصاً أن اللغة كانت في تلك القمة شديدة الوضوح والصرامة، ورسالة لدول الغرب بأن قضية العرب والمسلمين لا تزال تتصدر أولويات البحث والنقاش. ورأى فرحات، في تعليقه ل«عكاظ»، أن القمة بلورت لمرحلة جديدة تعيشها المنطقة العربية تطوى بها صفحة الماضي بعيداً عن أحلام السياسات الأمريكية، مؤكداً ترحيبه بقرارات القمة التي تصب في وحدة الدول العربية والإسلامية، وتنسيق الجهود لصالح القضية الفلسطينية، ووقف العدوان الوحشي لقوات الاحتلال وحقن دماء الشعب الفلسطيني. وشدد على أن البيان الختامي جاء ليؤكد وقوف العالم العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية، ما أعادها إلى صدارة المجتمع الدولي، فلا توجد دولة الآن تستطيع تجاهل الأزمة الإنسانية في غزة، وبالتالي نحن إزاء تحول يحدث في الخطاب وطريقة التعامل مع القضية الفلسطينية عموماً والأزمة الحالية خصوصاً. من جهته، قال الخبير الإستراتيجي اللواء وائل ربيع: إن القمة بعثت رسالة قوية إلى العالم، مفادها أن العالم العربي والإسلامي صف واحد ضد حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل. مؤكداً أن تكليف القمة لأمانتي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بإنشاء وحدة رصد إعلامية لتوثيق كل الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ومنصات إعلامية رقمية تنشرها وتعري ممارساتها غير شرعية، خطوة مهمة لكشف ما تقوم به الآلة العسكرية الإسرائيلية من جرائم إبادة. ونوه بأن القمة كشفت ازدواجية الغرب تجاه القضية الفلسطينية. وقال ل«عكاظ»، إن سياسة العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني في غزة وتبرير ذلك من قبل بعض دول الغرب بأنه دفاع عن النفس، وتجاهل دفاع الشعب الفلسطيني عن أرضه المحتلة منذ أكثر من 75 عاماً، ليست مقبولة، إذ لا توجد دولة محتلة الآن سوى فلسطين فقط. ولفت إلى أن البيان الختامي للقمة الذى تناول رفع الحصار وإنهاء معاناة الأطفال الأبرياء ورفض التهجير، والتأكيد على مبدأ حل الدولتين، كلها قرارات مهمة تؤكد أن الدول العربية أكثر استعداداً للعمل عما يجري في قطاع غزة. وأضاف، أن نتائج القمة العربية الإسلامية عكست ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني ووقف الحرب، ومحاسبة منتهكي القانون الدولي، ورفض تهجير الفلسطينيين، متوقعاً أن تظهر نتائج القمة خلال الساعات القادمة مع بذل الجهود لوقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية.