مع دخول حرب غزة أسبوعها الخامس، وصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى تل أبيب، اليوم (الإثنين)، ويتوقع أن يزور الأردن ومصر وربما الإمارات. وتهدف الزيارة، بحسب «نيويورك تايمز»، إلى حث إسرائيل على اتباع نهج أكثر استهدافاً ودقة في مهاجمة حماس، والسعي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بهدف السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتوسيع تبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل، وتوفير معلومات مفيدة حول مواقع الأسرى. من جهته، قال مسؤول أمريكي مطلع على رحلة بيرنز إنه يعتزم تعزيز الالتزام الأمريكي بالتعاون الاستخباراتي مع الشركاء في المنطقة. ولفت إلى أن مدير «سي آي إي»، سيسافر إلى عدد من دول الشرق الأوسط لإجراء مناقشات حول الوضع في غزة ومفاوضات الأسرى الجارية وأهمية منع اتساع الحرب مع حماس. وتأتي الزيارة في وقت حرج لإسرائيل فيما يتعرض فيها قادة المخابرات الرئيسيين فيها لانتقادات عنيفة بسبب فشلهم في اكتشاف الهجوم المباغت الذي شنته حماس قبل وقوعه. وتأتي زيارة بيرنز في وقت يقدم المسؤولون الأمريكيون النصح لقادة إسرائيل على ضوء تجاربهم الخاصة السابقة في حرب العراق، ويؤكدون لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أهمية عدم تكرار الأخطاء الأمريكية التي ارتكبت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وفي هذا السياق، رأى الخبير في الشؤون الفلسطينية إبراهيم الدراوي أن هناك ملفات سيناقشها بيرنز، أولها: خروج مزدوجي الجنسية من غزة مقابل نقل الجرحى الفلسطينيين من الحالات الحرجة إلى داخل مصر، وهو ما توافق عليه المقاومة، وهي الأزمة التي كانت تسير بطريقة جيدة خلال الأيام الماضية، وأمام تعنت تل أبيب بعدم خروج الجرحى من الفلسطينيين، رفضت المقاومة خروج مزدوجي الجنسية، وهو ما دفع القاهرة لغلق المعبر. أما الملف الثاني الذي ستتم مناقشته، فهو خروج المدنيين الأسرى من الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس وعددهم نحو 50، بينهم نساء وشباب دون ال18 عاماً، وهو الملف الذي توقف مع استمرار إسرائيل في قصف غزة. ويتمثل الملف الثالث وهو «الصفقة الكبرى» ل«تبيض السجون الإسرائيلية» من كافة الأسرى الفلسطينيين وعددهم نحو 6 آلاف، مقابل الإفراج عن أسرى عسكريين لدى حماس. فيما يتعلق الملف الرابع والأخير بكيفية خروج إسرائيل من تلك الحرب بأقل الخسائر. وتوقع الدراوي أن إسرائيل مقبلة على أزمة داخلية كبيرة، وهو أمر تعيه جيداً واشنطن، فهناك مظاهرات يومية من قبل أهالي الأسرى للمطالبة بإقالة نتنياهو، ويتزامن الغضب الشعبي مع استطلاع للرأي أظهر أن 76% من الإسرائيليين يرون ضرورة استقالة نتنياهو. ولفت إلى وجود حالة سخط لدى قوى المعارضة بعد تصريحات وزير إسرائيلي بضرب غزة بقنبلة نووية.