كشف السفير السعودي السابق لدى اليابان الدكتور عبدالعزيز تركستاني، أن نصيحة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- هي التي قادته لاستكمال دراسته في اليابان، متفرداً عن أقرانه الذين ابتعثوا في أمريكاوبريطانيا. وقال في حواره مع برنامج «مخيال» الذي يقدمه الإعلامي عبدالله البندر، تفاصيل رحلته منذ بداية دراسته في اليابان وقبل عمله بها كسفير، وتفرده عن أقرانه بعدم سفره للدراسة في أمريكا أو بريطانيا كما هو متعارف عليه، فبعد تخرجه بشهادة بكالوريوس علاقات عامة وإعلان من كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز، عام 1980، قال: «كانت وقتها هناك إشكالية بيننا وبريطانيا حجّمت ابتعاث الطلاب، وكانت هناك مقولة شهيرة للأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، بأنه»يجب ألا نضع البيض كله في سلة واحدة"، فدار السؤال في كيفية توفير البديل، ففكرت في النظر للشرق، وكانت هناك نظرة للملك فيصل رحمه الله، تجاه الشرق، حيث بدأ في رحلة تاريخية، وزار اليابان عام 1971، لذلك وقع اختياره على اليابان. وأضاف أنه كان يطمح بأن يدرس في اليابان، بالرغم من بعض الصعوبات التي واجهها من بعض أفراد المجتمع، ورفضهم لذلك، ولكنه واجه تلك الصعوبات فكان يستمع للإذاعة اليابانية عندما كان طالباً، مبيناً أنه لم تكن هناك بعثات طلابية من السعودية إلى اليابان في ذلك الحين، إلاّ أنه حصل على منحة من اليابان مع زميل آخر، ولم يكن يعرف التحديات التي سيواجهها في سبيل الدراسة هناك، التي وصلت إلى درجة كان يذهب فيها إلى محطة القطار ويبكي هناك، حيث لم يكن مُستقبِله يتحدث سوى اليابانية والفرنسية، وكان أمراً صعباً بالنسب له في بادئ الأمر، لكن إجادته للغة الإنجليزية، سهّلت له بعض الشيء. وحول أبرز الصدمات الثقافية التي صادفته بعد وصوله إلى اليابان، قال السفير تركستاني: النظام، وهو أول شيء أبلغني به البروفيسور المشرف على رسالة الماجستير، وطالبني بتعلم النظام إذا أردت النجاح في اليابان، وأعطاني فرصة دراسة اليابان لمدة ستة أشهر، للتعرف على الحضارة اليابانية. وبيّن أنه تعلم اللغة اليابانية من التلفاز، وقال كنت أجلس 8 ساعات أمام التلفاز مثلما أدرس 8 ساعات في الجامعة، لم أكن أفهم شيئاً، أسمع الكلمة وأرددها، فأتقنت السمع، ولكن لدي المبادرة ونحن كعرب لدينا روح التحدي، وأتمنى أن يستفيد منها الطلاب العرب فليس هناك مستحيل. وأكد السفير تركستاني الذي عمل سفيراً لدى اليابان لسبع سنوات في الفترة من عام 2008م وحتى 2015م، أن رؤية المملكة 2030 خير دليل على الإرادة القوية التي تميزها عن غيرها، والتي نتج عنها تطورات ملحوظة ومتسارعة، ودعا العديد من الدول إلى المضي حذو اليابان في تحويل الإرادة الحربية إلى إرادة مدنية. وتطرق تركستاني إلى جوانب تاريخية عديدة، من بينها إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما ونجازاكي، والاستعمار الياباني وصفات الشعب الياباني، ونجاحه في عبور حالة الحرب إلى التقدم الصناعي.