حين أطلقت الخطوط الجوية السعودية شعارها الجديد؛ أعاد البعض إلى ذاكرته أياماً خلت مع تراث الشركة القديم، إلا أنني أرى أنه تجسيد للهوية البصرية والحضارة السعودية، خصوصاً أنه يتميز بلونه الأخضر الزاهي الرامز إلى الطبيعة الخلابة في بلادنا والنمو المستمر في مختلف المجالات.. لون يعبِّر عن التطلع إلى المستقبل ضمن «رؤية 2030». بهذا الشعار الجديد؛ استعادت الخطوط السعودية علامتها التجارية التي تعود إلى الثمانينات مع تغييرات طفيفة، إذ إن الشعار يمثل تعزيز الارتباط بثقافة المملكة حين تضمن ثلاثة ألوان؛ الأول: الأخضر الذي يرمز للعلم السعودي ورمز الفخر والاعتزاز، والثاني: الأزرق الذي يمثل بحر المملكة وسمائها وسقف الطموحات، والثالث الرملي: يرمز للأصالة في الوطن والعراقة والجذور الصلبة. ولم يقتصر التطوير والتحديث فقط على شعار الخطوط السعودية الجديد، بل انعكس على الثقافة والهوية والوطنية؛ مثل: التنوع الغذائي السعودي على متن طائرتها لعكس الثقافة السعودية في الوجبات، مناديل معطرة روائحها مستوحاه من التراث السعودي، وجود الهوية السعودية في ألوان وتصاميم مقصورات الطائرات، عرض أفلام سعودية وقنوات وبرامج صوتية سعودية، تقديم القهوة السعودية والتمور السعودية بجودة عالية أما اختيار 30 سبتمبر لإطلاق الشعار الجديد؛ فارتبط بيوم مميز في التاريخ السعودي الحديث، إذ احتفلت الخطوط السعودية بأول رحلة للملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، على متن طائرة سعودية من عفيف إلى الطائف من طراز (DC-3) عام 1945. بالنسبة لي؛ يمثل الشعار الجديد مزيجاً متوازناً بين التراث والحداثة، ويشكل رمزاً للتطور والنمو المستمر في السعودية، إذ إنه تجسيد للهوية الوطنية وفخر بالإنجازات والتاريخ العريق للبلاد، وإشارة إلى مستقبل مشرق ينطلق من هذه الجذور القوية. إن هذا الشعار يذكرنا بالروابط بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومصدر إلهام للتقدم والتطور لتحقيق التقدم في كل الميادين، ويعكس توازناً مثالياً بين الهوية الوطنية والتطور الحديث.. إنه تذكير لنا جميعاً بأهمية الوحدة الوطنية والاستمرار في بناء مستقبل زاهر لبلادنا. وكانت الخطوط السعودية دشنت هذا العام شعار «نيوم» على إحدى طائرتها للتحليق حول العالم للتعريف بهذا المشروع الذي يعد من أكثر المشاريع طموحاً حول العالم، إذ يقدم نموذجاً لمدن المستقبل.