يمثل تعدد الزوجات معادلة طبيعة الحياة.. وفي مقدمة أولويات الحكم على العشرة الزوجية واستمراريتها بين الزوج والزوجة؛ فليس كل الرجال قادرون على خوض تجربة التعدد، ولا كل النساء يمكنهن تقبل نبأ ذلك.. كالصارخة التي تقع عليهن؛ فمن اتسم بالصرامة في التعامل مع زوجاته لن ينجح في احتضان عدد من الزوجات تحت قوامته.. فلابد لمن أراد أن تنجح تجربته في الزواج بأكثر من واحدة، عليه أن ينتبه إلى وصفة طبية سأذكرها لاحقاً. فمن المسلمات الحياتية.. حواء وآدم رمز للذكورة والأنوثة حينما يتجادلان في إحدى القضايا الحتمية.. وحول ذلك تدور جدلية التعدد والعزوبية، القضيتان اللتان تقفان على طرفي نقيض في معادلة طبيعة الحياة.. وكلا الفريقين يذود عن حماه، وهما يتباريان في قضية تعدد الزوجات كراً وفراً.. التي يرى الكثير من الرجال الحديث فيها متنفساً عن آلام قلبية.. وترى بعض النساء مجرد الهمس بها يعتبر تعديا على حقوقها الزوجية، فأي الفريقين على صواب؟!، والحق لا يتجزأ. بينما كان الأجداد يتزوجون بمثنى وثلاث ورباع دون نصبٍ أو تعبٍ؛ لأنّ ثقافة مجتمعاتهم كانت تساعدهم وتحفزهم على ذلك؛ ثم خلفَ من بعدهم خلفٌ أنكروا الفعل وعابوا على أجدادهم ما فعلوا؛ ومن هنا يتقلص النسل وتكثر العنوسة.. وقد رأيت في العديد من الشواهد في عالم اليوم أنّ المرأة تحتاج للتعدد حينما تفارق زوجها في حياته أو مماته، أو لم توفق في الزواج في مرحلة مبكرة من عمرها؛ وكل هؤلاء ممن يشايعون التعدد على مضض. وعلى مستوى العالم النساء كما الرجال معادن مختلفة؛ فمنهن الغضوب، والمحبة للمال، وأم الكلام «التي تكثر من الكلام»، واللينة، والودودة، والقانعة باليسير؛ وقد يتزوج الرجل بواحدة، ولكنه يراها «عشرة نسوة»، وبعض النساء قد تتزوج برجل ينسيها فرح ومرح طفولتها من الهم والغم الذي عاشته، وبعض الرجال يتزوج بأكثر من واحدة وكلهن على شاكلة واحدة من اللين والقناعة بالقليل، ولا يحس بالتعب الذي يشعر به صاحبنا ذاك الذي يريد الظفر بواحدة، وهذا مثال قليل وجوده في عالم حواء. كما النساء أنواع.. فالرجال كذلك، فمن أنواع الرجال: البخيل الشحيح الذي لا يحب أن ينفق ولو على نفسه، فضلاً عن عياله وزوجته، الغليظ الذي لا يتكلم إلا رافعاً صوته بالصياح، الضارب لزوجته وأولاده -من منطلق أن الضرب ينفعهم-، والناقد الذي لا يعجبه أي شيء، فلا تهنأ زوجته وأولاده من كثرة نقده، وحتى الأصحاب والجيران، وكذلك اللئيم الذي لا ينفع معه معروف، وهنالك المزواج الذي يتزوج ويطلق لأتفه الأسباب؛ ويبرر أفعاله في كل مرة.. وأما أكارم الرجال؛ فمنهم الكريم الحليم الذي يعامل زوجاته وإن كن أربعاً باللين والعطف، وإن كان لابد من الحزم أحياناً حتى لا يستغله الناس لطيب معشره. وهذه المعادن من الرجال والنساء تتباين وتختلف باختلاف ثقافات الشعوب تاريخياً وجغرافياً.. وعجبت من رجال يقاطعون أصحابهم حينما يعددون ويعتبرونهم من شرار الخلق، واحفظ بعض الأمثلة من الواقع فهؤلاء من أهل الرضوان أم المغضوب عليهم لكل من هشّ وبشّه في وجوههم.. ويظل السّجال قائماً بين الرضاء والغضب، فمن سينتصر؟!