استيقظت صباحاً بشعور من التفاؤل.. مارست قليلاً من النشاط الرياضي على غير عادتي.. تناولت إفطاري.. أوصلت أبنائي لمدارسهم مرددة «اللهم إني أسألك خير هذا اليوم وخير ما فيه وخير ما بعده». دخلت مدرستي لأرى مسؤولة سجل الحضور توبّخ ابنها لعدم ذهابه لجامعته.. ألقت هاتفها النقال على مكتبها ثم وضعت كفها على خدها غاضبة.. لم تنظر إليَّ مبتسمة كعادتها وتسمعني كلمة جميلة مثل كل يوم.. كتبت اسمي وزمن حضوري على السجل ووقعت في خانة التوقيع وخرجت مسرعة.. يوم نافر منذ بدايته تجهم له وجهي وانقبضت أساريري وتبعثرت مشاعري الجميلة. قابلت إحداهن قائلة: لم ننفذ برنامج اليوم الوطني لهذا الصباح!.. سألتها: لِمَ؟.. أجابت: والد ثريا توفي.. لفَّت بي الدنيا ودارت (إنا لله وإنا إليه راجعون).. بالأمس كانت تحدثني عنه، كيف مات؟.. عاد بي الزمن لتلك اللحظات العصيبة التي تلقيت فيها الخبر الصاعق بوفاة والدي، زلزال دمّر كياني.. تنتفض أعضائي عند ذكر هذه الأخبار.. وتدق أجراس الذكرى لرحيل إنسان ملأ قلبي حباً وأنساً. تحاملت على نفسي وسلمت على بقية صديقاتي ووصلت إلى مكتبي وانهلت بكاء.. لا أدري حينها على أيهما بكيت!.